لا وجود لدواء للحد من تشحم الكبد رغم كل وعود الشركات الكبرى التي توهمنا بأنها عثرت على الدواء المنشود. يتوقع بعض المتخصصين وجود سوق تزيد قيمتها عن 60 مليار دولار خلال 10 سنوات! انهم ينخرطون في سباق محموم للفوز بهذه السوق المربحة ! الأسوء من كل ذلك أن بعض الأدوية التي تمر عبر الكبد تفاقم حالة الكبد. نحن أمام لوحة مظلمة لكن لا يزال هناك بصيص من الأمل لأن التنكس الدهني يمكن أن يكون قابلاً للانعكاس إذا اتخذت التدابير اللازمة في الوقت المناسب وبواسطة وسائل طبيعية واتباع نظام غذائي متوازن. يمكن لسنوات من الالتهاب المستمر أن تحفز تشكل أنسجة الندبات أو «تشمّع» الكبد أو تتسبّب في الفشل المزمن للكبد وهو السبب الرئيسي لفشل الكبد في أمريكا الشمالية. إذن لا آلام، لا أعراض. لكبد الأوز على المدى الطويل عواقب وخيمة مثل تليف الكبد أو السرطان. لماذا يقع تجاهل هذا المرض في غالبية الحالات؟ يدرك الناس عمومًا أهمية فحص الكولسترول ومعدل ضربات القلب عند إجراء الفحص الطبي لكنهم في بعض الأحيان ينسون اختبار وظائف الكبد. فما دام المريض لا يتعاطى شرب الكحول فلا فائدة من اختبار وظائف الكبد. في الحقيقة يمكن لفحوص الدم البسيطة كجزء من الفحص الطبي أن تثير انتباهنا. الكبد الدهني هو إذن اضطراب يتعلق بتراكم الدهون في الكبد. إنها مرحلة من المرض القابل للانعكاس والتي يمكن أن تتطور نحو تليّف الكبد إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء. لا يوجد إجماع رسمي حول كيفية علاج مرض الكبد الدهني. من ناحية أخرى، يوصي الخبراء بالتدخل كأولوية على مستوى الغذاء. الهدف هو اعتماد نظام غذائي يحدّ من مقاومة الأنسولين والمخاطر الصحية على القلب والأوعية الدموية مع تعزيز العودة إلى وزن صحي. يمكن الجزم أن ربع سكان العالم يعانون من تشحّم الدهون. هذا الحمل الزائد للدهون في الكبد والذي يصيب حوالي 25٪ من سكان العالم (23٪ في أوروبا) يثير قلقًا متزايدًا. في العالم ترتفع نسبة الإصابة بسرطان الكبد ب 2٪ سنويا .تكمن المعضلة في أنه من المستحيل التنبؤ بما إذا كان المرضى الذين يعانون من التنكس الدهني سيتطور لديهم إلى التهاب الكبد الدهني أو حتى تليف الكبد أو السرطان. المرضى الأكثر عرضة للخطر هم الذين يفوق عمرهم 50 سنة مع مضاعفات خطيرة تتعلّق بالأيض ومقاومة الأنسولين التي تزداد سوءا مع مرور الوقت: السمنة وداء السكري من النوع الثاني واضطراب شحوم الدم وارتفاع ضغط الدم وغيرها.