«الشروق» (مكتب القيروان) في مقال سابق كنا قد سلّطنا الضوء على الإشكالية المتعلقة بغياب أطباء التبنيج بمستشفى الاغالبة والذي أثار احتجاج المواطنين والمجتمع المدني والاطار الطبي أيضا وكان من المنتظر تعزيز المستشفى بطبيبي تبنيج ابّان شهر أكتوبر الماضي الا ان هذا لم يحدث مما عكّر الوضع لتعود التشكيات والمعاناة من جديد. ولم ينف المدير الجهوي للصحة سامي الرقيق في حديثه الينا إشكالية غياب اطباء التبنيج بمستشفى الاغالبة بالقيروان والذي يستقبل يوميا عديد الحالات الاستعجالية قائلا ان إدارة المستشفى لم تجد من حل سوى الاستعانة باطباء تبنيج من خارج الولاية وذلك بصفة وقتية وظرفية موضحا ان الاشكال يبقى وطنيا وبحاجة لاهتمام جادّ من قبل الدولة من جهته أكد الدكتور وعضو نقابة الاساتذة الجامعيين عبد الرحمان دعدوشة ، أن غياب طبيب مبنج أدى إلى تعطل إجراء العمليات الجراحية تقريبا بكامل الاقسام في كل من المستشفى الجامعي إبن الجزار والمستشفى الجهوي الأغالبة موضحا ان وجود طبيبة وحيدة على كامل الأقسام منها قسم الإنعاش الطبي والذي يضم ما بين 12 الى 14 مريضا و12 غرفة عمليات وقسم التوليد بابن الجزار وهو ما يجعل المهمة غير يسيرة بالمرة وغير مقبولة امام هذا الضغط المضاعف.و أضاف دعدوشة ان الوزارة وفرت أطباءمتربصين مقيمين سنة أولى أي دون خبرة او تجربة وذلك بدل توفير أطباء سنة رابعة او خامسة كما كان يجري بالسابق الشيء الذي يعتبر خطرا على حياة وسلامة المرضى واختراقا لتحديد المسؤوليات. و قال محدثنا في ثنايا قوله ان هنالك مرضى يواجهون الموت يوميا بسبب غياب أطباء تبنيج بالمستشفى لكن أيضا بسبب انعدام ظروف ومتطلبات عمل صحي محترمة هذا وأرجع الرقيق أسباب ذلك الى الإغراءات التي يقدمها القطاع الخاص بتونس او بالخارج مقابل ضعف الإمتياز المالي بالقطاع العام ناهيك عن عدم توفر الآلات والمعدات اللازمة لتأمين ظروف عمل مريح.