مرّة أخرى يُثبت أنّه رجل دولة بأتمّ معنى الكلمة وأنّه ديمقراطي حريص على إنفاذ القانون وحماية مسار التعدّديّة والحريّة، ثابت في موقعه كرمز للوحدة الوطنية وباحث باستمرار عن تيسير شؤون الحكم وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء وإيجاد الفضاءات الملائمة للحوار والتوافق. هو الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية، الذي أكّد أنّه فوق التجاذبات وبعيد عن كل ما وجّه له من اتهامات من خصومه، وأنّه لا يتحرّك الا بمقتضى ما يكفله له الدستور من صلاحيات. تدخله الأخير نهاية العام المنقضي بتجميع كل القوى الفاعلة وكلمته بمناسبة رأس السنة ولقاءه وفد جمعية مديري الصحف، كانت فرصة لخطاب رئاسي مسؤول ورصين فيه الكثير من الحكمة والتعقّل هادف لتحقيق قدر من الارتياح والتفاؤل بحلحلة الأزمات العديدة الماثلة بروح التواصل والحوار وفي احترام للدستور والديمقراطية والمواعيد الانتخابية، وهذا ما يفسّر انطلاق السنة الجديدة بالكثير من الأمل.