يَخوننا التَعبير عن فضيحة «الدربي» الذي أصبح من «المُشرّدين» بعد أن كان قمّة القِمم وقِبلة المَلايين من البَشر المُتعلّقين بعشق الترجي والافريقي من عَصر الاستعمار إلى زمن انهيار القيم والدينار وهو المنحة التي كانت تُرصد لكِبار «الكَوارجية» مثل الشايبي وبن مراد من أجل إمتاع النّاس بأجمل الأهداف وأفضل العروض الفرجوية. لو توقّف الأمر على «انقراض» المَهارات الفَنية مع اعتزال طارق والبيّاري لهانت علينا «المُصيبة» ورَضينا بما تجود به الجماهير من لوحات استعراضية وما تُقدمّه «النُّجوم الوَرقية» من لَعب وشَغب برعاية «مُخرّب» الكرة التونسية وديع الجريء. لكن المسألة تَجاوزت هذه المرّة كلّ الخُطوط الحمراء بما أنّ جميع الميادين الموجودة في العَاصمة أغلقتْ في وجه الجَارين ليعيش المُحبون أسبوعا مُدمّرا للأعصاب خاصّة بعد أن وقع التَلاعب بمكان اللّقاء الذي تَمّ ترحيله في نهاية المَطاف إلى المنستير أملا في حفظ ماء الوجه وفي سبيل إنقاذ بَقايا الهيبة التي كانت تتمتّع بها هذه القمّة التي «سَيُكرهها» الجريء على الهِجرة مَرّتين: الأولى إلى المنستير والثانية نحو قطر بمناسبة «السُوبر» الذي نجهل إلى حدّ الآن الأسباب الحَقيقية ل»إحيائه» بَعد كان نَسيا مَنسيا. هِجرة «الدربي» إلى المنستير لا يندرج طبعا في نطاق «الحجّ» المعروف للسياسيين المَشدودين إلى البورقيبية والمُستثمرين لها في مآرب أخرى وإنّما تَأتي زيارة الترجي والافريقي لعاصمة الرباط في نطاق «تَجمير» الطّبق «البَايت» لحساب الجولة الحادية عشرة من سباق البطولة التي يعتبرها صاحبها كاملة الأوصاف في حين أن الواقع يقول إنّها «تحت الصّفر» سواء من حيث البِنية التحتية أوالجوانب الفنية والمالية والتنظيمية حتى أن بلادنا التي تُمارس فيها الكرة منذ أكثر من مائة عام تفشل في إيجاد ملعب يَأوي قطبي العاصمة و»شَيخي» اللّعبة في كامل الجمهورية. وكانت الصدمة أكبر ونحن نشاهد «تَمرّد» الأمنيين وتدخّل الوُلاة الذين أصبحوا من العَناصر القارة والفاعلة في تنظيم المُباريات التي كنا نحسب أنها من مشمولات الرابطة المَغلوبة على أمرها والتي قد تُذكّر البعض ب»عَسكر الباي» الذين لا حِيلة ولا قوّة لهم في حَضرة «السّلطان» وديع الذي برمج اللقاء بحضور التلفزات الخليجية والصّافرة المصرية لتُحقّق بطولته «المُتشرّدة» الانتشار الدولي. إن السّبيل الوحيد لإنقاذ لقاء الأجوار يَكمن في اتّفاق الجارين على وضع كلّ العوائق جَانبا من أجل تَقديم عرض كروي «نَظيف» في المَقام الأوّل ومُمتع في المَقام الثاني. وهذا المَطلب ليس بالعزيز إلى أبناء الشعباني واللّيلي خاصّة في ظل الوعي بأهمية المُساهمة في الخروج بهذه القمة إلى برّ الأمان دون الحاجة إلى استنفار التشكيلات الأمنية واستخدام العقوبات الردعية للحكم المصري وهو أيضا ضابط شرطة. وتبدو رغبة الفريقين كبيرة في اقتلاع نقاط الفوز خاصّة أن الترجي وهو «المُضيف» يُريد الاستفادة من مُبارياته المُؤجّلة ليقفز إلى الصّدارة ويكسب بطولة الخَريف في عزّ الشتاء الذي سيعيش فيه نادي «باب سويقة» حدثا تاريخيا يَتعلّق بالذكرى 100 لتأسيسه. أمّا الافريقي وهو «الضّيف» فإنّه يسعى لإستثمار انتعاشته المعنوية على الصّعيدين القاري والمحلي ليؤكد عودته القَوية. وبعيدا عن النتيجة النهائية والتي لن تُنقص ولن تَزيد شيئا في تاريخ الناديين نأمل أن يدخل الترجي والافريقي ملعب مصطفى بن جنّات ويُغادراه بسلام مع تقديم باقة زهور إلى المنستير لأنّها فتحت أبواب ملعبها ل»الدربي» تَماما كما فعلت بالأمس القريب مع كلّ المنتخبات الوطنية. أمّا بالنسبة إلى الدّاعين لإثارة الشغب وإفساد هذه القمّة فإنهم قلّة لم تستوعب بعد بأن الكرة التونسية لا تعترف بالحدود الوهمية بين الجهات ولاشك في أن القاعدة الشعبية للترجي والافريقي تبقى من النماذج الحية لتكريس سياسة اللامركزية. فقد اكتسح عشقهما القلوب من الشمال إلى الجنوب ولا مانع في أن تنتقل مُواجهاتهما الكُروية بين ربوع تونس التي يُحبّ شقّ كبير من شعبها الترجي والافريقي لكن حبّه للخُبز أكبر. وهذه رسالة مضمونة الوصول إلى الشاهد الذي من الجيّد أن يقف بجوار الترجي في «فينال» رابطة الأبطال ومن الرائع أن يُودّع «لنوم الغالي» من أجل عيون الافريقي لكنّه يُخطىء إن كان يتصوّر أن «أفيون» الكرة سَيُنسينا «الخُبزة» التي أصبحت أمر من العَلقم. الترتيب «المُؤقت» 1) النادي البنزرتي 26 (1 -) 2) النادي الصفاقسي 25 (2 -) 3) الترجي الرياضي 23 (3 -) 4) الملعب التونسي 19 (1 -) 5) إتّحاد تطاوين 19 6) النجم الساحلي 18 (2 -) 7) النادي الافريقي 17 (2 -) 8) إتّحاد بن قردان 14 (2 -) 9) الملعب القابسي 12 - شبيبة القيروان 12 - نجم المتلوي 12 12) نادي حمّام الأنف 11 13) مستقبل قابس 9 (1 -) 14) الإتحاد المنستيري 7 البرنامج: بطولة الرابطة «المحترفة الأولى» (لقاء مُؤجل لحساب الجولة 11 ذهابا) في المنستير (س 14 ): الترجي الرياضي - النادي الإفريقي (الحكم المصري محمّد عادل)