تونس- الشروق- : دفع اللقاء غير المعلن مؤخرا بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بعد اعلان القطيعة بينهما الى استشراف طبخة سياسية جديدة يجرى الاعداد لها في الكواليس. علمت الشروق ان لقاء تم أول أمس الثلاثاء بين كل من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وذلك في اطار البحث عن تهدئة للاوضاع والمساعدة على اخراج البلاد من الازمة السياسية ومخاطر تأجيج الاوضاع الاجتماعية خاصة مع اقتراب تنفيذ الاضراب العام المنتظر يوم 17 جانفي الجاري. وذكرت مصادر من حركة النهضة أن اللقاء هو تاكيد على المنزلة التي يحتلها رئيس الجمهورية في منظومة الحكم الحالية و مايمكن ان يلعبه من ادوار ايجابية في تقريب وجهات النظر وتجميع مختلف الفرقاء للحواروالتفاهم، مضيفة بان هذا اللقاء هو رد على كل ما يروجه البعض من حصول قطيعة نهائية بين الشيخين. ولم تستبعد مصادرمطلعة ان يكون اللقاء تمهيدا لاجراء توافقات جديدة تسهم في حلحلة الاوضاع وتأمين الطريق لاجراء الانتخابات القادمة في موعدها وهو ما يتقاطع مع ماصرح به امين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي بحديثه عن وجود طبخة سياسية جديدة بين الشيخين. وقد دار اللقاء في مقر اقامة رئيس الجمهورية ودام لاكثر من ساعة ونصف في اجواء وصفت بالايجابية بين الطرفين، وهو اللقاء الاول من نوعه منذ اعلان القطيعة بينهما في اوائل سبتمبر المنقضي. ويأتي هذا اللقاء بعد ماراج حول الوساطة التركية والقطرية وتغيير موقف حركة النهضة من الملف السوري ليتقارب مع موقف رئيس الجمهورية، كما نذكر في هذا السياق بالتصريح الذي ادلى به ناجي جلول مؤخرا والذي تحدث فيه عن مقترح تكوين حكومة مستقلة تتفرغ لاجراء الانتخابات لتنقية مناخاتها من كل التجاذبات السياسية. والتكتم الشديد على موضوع اللقاء الهادئ والذي جرى بعيدا عن الانظار اعاد الى الاذهان لقاءات سابقة مماثلة جمعت الرجلين قبيل انتخابات 2014 والتي توجت باتفاق باريس الشهير، وقاد الغموض الى استشراف جملة من السيناريوات. واكد امين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي انه يمتلك معلومات مؤكدة تشير الى وجود محادثات ومشاورات لاعادة التوافق بين حركتي النهضة ونداء تونس وبين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وذلك في اطار ماوصفه بالصفقة السياسية التي ستكون القاطرة لأي حراك سياسي قادم. كما شدد الشواشي على ان "الطبخة الجديدة" تتمحور حول اسقاط رئيس الحكومة يوسف الشاهد وايجاد مخرج لمأزق العدالة الانتقالية والتوافق حول هيئة الانتخابات علاوة على غلق ملف الجهاز السري لحركة النهضة.