عقد الائتلاف المتكفّل بمشروع جمع الرّصيد الرّقميّ والتّوثيقيّ للثّورة التّونسيّة وأرشفته وحفظه ندوة صحفية بمقر المتحف الوطنيّ بباردوللإعلان عن إقامة معرض «14 غير درج، أوان تونس». * تونس – «الشروق» –: يفتح معرض «14 غير درج، أوان تونس»، أبوابه للعموم، بداية من الاثنين 14 جانفي2019 ويتواصل إلى غاية يوم 31 مارس بفضاء قاعة المعارض الوقتيّة بالمتحف الوطنيّ بباردو، إلى جانب برنامج أنشطة موازية، لهذا المعرض الذي قال عنه منظموه أنه يتميز ببعديه البيداغوجيّ والفنّيّ، ويقترح سينوغرافيا غير مسبوقة، تستحضر أرشيفا رقميا لما حصل في تونس في الفترة الممتدة من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي2011. ويتضمن المعرض وفق المتدخلين في الندوة، سواء المسؤول عن المشروع السيد الهاشمي بن فرج، أو السيدتان رابعة عبد الكافي وحورية عبد الكافي أو الكاتبة رجاء بن سلامة، نصوصا، وفيديوهات، وشعارات، وصور، ومدوّنات، وتعاليق على الفايسبوك، وأغان، وقصائد، وأصوات تمّ اختيارها من رصيد أرشيفات الثّورة الّذي تسنّى إنشاؤه بفضل مواطنين أسهموا في الانتفاضات أو كانوا شهودا عليها. وفي كلمته أكّد السيد الهاشمي بن فرج أنه ليس ثمة وسيلة إعلامية واحدة دونت ما حصل قبل 14 جانفي، وأن الوثائق الموجودة كانت أغلبها فيديوهات صورها مواطنون، وبثتها قناتي الجزيرة وفرانس 24، ومن هذا المنطلق والقول للهاشمي بن فرج: «بدأنا نجمع الوثائق الرقمية، وتطور المشروع ليصبح معرضا، سيعرض في متحف باردو بداية من 14 جانفي الجاري وسيعرض بداية من 22 مارس وإلى غاية موفى شهر سبتمبر بمدينة مرسيليا الفرنسية». من جانبها أكّدت مديرة دار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة، أن هذا المشروع سيصحبه ألبوم للصور في كتاب يحتوي على دراسات لمراحل الثورة، هو تحت الطبع حاليا، مبينة أن أهداف المشروع أو المعرض، هو التوثيق رقميا للثورة كحدث تاريخي، خاصة وأنه قيل عن الثورة التونسية إنها رقمية، خاصة وأن اليونسكو أعطت توصية بحفظ التراث الرقمي عبر أرشفته من منطلق واجب حفظ الذاكرة الرقمية وتثمين هذا التراث، على حد تعبيرها. وتابعت رجاء بن سلامة: «هذا المعرض هو عمل علمي، لجأنا فيه للمؤرخين، رغم الشحنة العاطفية التي تتسم بها الثورة، والتي أردنا عدم التخلي عنها لأنها تعبر عن نفسها بنفسها، وستعقب المعرض موائد مستديرة لإعادة التفكير في هذه الأحداث، كما أن هذا المعرض وهذا الكتاب الذي سيصدر وكذلك الموقع الذي سيضم الوثائق بإشراف الأرشيف الوطني، كله كان نتاج عمل تواصل لمدة سنتين وشاركت فيه عديد المؤسسات والمجتمع المدني، وهي بادرة تحصل لأول مرة في تونس ولم تحصل حتى في بلدان متطورة، ونعمل بطريقة نرجو أن لا يحسدنا عليها السياسيون، وهذا دليل كبير على نضج، ودليل أنه حصلت ثورة، ولنسقط نظرية المؤامرة...». وجدير بالذكر أن هذا المشروع، مبادرة انبثقت من المجتمع المدني، وأشرف عليها ائتلاف متكون من الأرشيف الوطني التونسي، ودار الكتب الوطنية، ومكتب المغرب العربي للشبكة الأوروبية – المتوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، والمركز الوطني للتوثيق، والمعهد العربي لحقوق الإنسان، والمعهد الوطني للتراث، والمعهد العالي للتوثيق، والمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر، وشبكة دستورنا، أما فريق العمل فتكون من رئيس المشروع الهاشمي بن فرج، المنسقة العامة رابعة بن عاشور، وممثلي بقية المؤسسات المساهمة...