تحت شعار "الوثائق الرقمية بين الحفظ الدائم و مخاطر الاندثار " احتضن اليوم مقرّ مؤسسة الأرشيف الوطني بالعاصمة فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للأرشيف . وشهد هذا الاحتفال افتتاح معرضا وثائقيا حول تجربة مؤسسة الأرشيف الوطني في مجال الرقمنة, كما تضمّن وقفات تكريم و تقدير لثلة من المتبرعين بأرشيفهم الخاص ... في التاسع من شهر ديسمبر في كل عام تحتفل البلاد التونسية باليوم الوطني للأرشيف للتذكير بدور الأرشفة في حفظ الذاكرة الوطنية و توثيقها ... و هو التاريخ نفسه الذي أعلن فيه المصلح خير الدين باشا عن إحداث هيكل يعنى بوثائق الدولة وترتيبها وحفظها تحت تسمية "خزينة حفظ مكاتيب الدولة ", وذلك في 9 ديسمبر 1874. قانون في حاجة للتحوير " الأرشيف ركيزة هامة لحفظ الذاكرة الوطنية و مرجعية فكرية قيّمة للبحوث و الدراسات وفي إحكام التصرف في الوثائق عنوان لحسن التصرف في الشأن العام ..." هكذا دعا الكاتب العام للحكومة رضا عبد الحفيظ ,لدى افتتاحه للاحتفال باليوم الوطني للأرشيف ,إلى تطوير وسائل و تقنيات حفظ الذاكرة الوطنية من وثائق و غيرها حسب المواصفات العالمية و إرساء نظم الكترونية جديدة لرقمنة الأرشيف على مدى طويل ... و أكد الكاتب العام للحكومة أن على قدر حرص الحكومة على جمع الأرشيف و توثيقه ,يأتي حرصها على تمكين المواطن من حقه في الاطلاع على الوثائق في إطار من الشفافية و النزاهة ...مشيرا إلى أن المرسوم عدد 41 لسنة 2011 في حاجة للتحوير لمزيد من الضمانات لفائدة كل من الإدارة و المستعمل . الوثائق الرقمية مهدّدة بالاندثار يتجاوز إحياء اليوم الوطني للأرشيف "كليشيهات " الاحتفال ليبحث في مسائل جوهرية تهمّ واقع الأرشفة في تونس وآفاقه...و في هذا الصدد صرّح المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني أنّ هذه المناسبة السنوية هي فرصة لتقييم أداء المؤسسة طيلة حول من الزمن و لتعصير تقنيات حفظ الوثائق و لتحسين وسائل التصرف الرشيد في الأرشيف الوطني . و على هامش الاحتفال باليوم الوطني للتراث, تنظم مؤسسة الأرشيف الوطني انطلاقا من صباح اليوم سلسلة من المحاضرات تندرج ضمن محور"الوثائق الرقمية بين الحفظ الدائم و مخاطر الاندثار " باعتبار أن حفظ الذاكرة الإلكترونية في تونس لم يحظ بالعناية اللازمة كما هوالحال بالنسبة للوثائق ذات الأوعية الورقية و التقليدية و التي وضعت لها الدولة نظاما وطنيا متكاملا يعتبر رائدا بالمقارنة مع عديد البلدان . و رغم التطور التكنولوجي الهائل ,فإن الوثائق الالكترونية معرضة للتلف بصفة سر يعة بسبب طريقة تشغيل خاطئة للآلات أو تغيير برمجيات القراءة ... كما أن أوعية خزن المعلومات من أقراص و اسطوانات مضغوطة ...غير صالحة لمدة طويلة إذ يصل مدة أعمارها إلى خمسة عشر سنة فقط ... اعترافات ...و تكريمات اعترافا لهم بحسّهم الوطني العالي و تقدير لهم على مساهمتهم في دعم الذاكرة الوطنية و تعزيز الأرشيف الوطني بوثائق نادرة من نوعها ...قامت مؤسسة الأرشيف الوطني في احتفالها بيوم الأرشيف بتكريم ثلة من رجالات الفكر الذين تبّرعوا بأرشيفهم الخاص ووضعوا ثروتهم من الوثائق على ملك الدولة . وفي هذا الإطار تمّ تكريم عائلة المرحوم المحامي حسن القذافي الذي خلّد اسمه في سجل ّ المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي و أيضا عائلة المرحوم الشيخ أحمد بن علي الشعار أحد خريجي جامع الزيتونة المعمور و الأئمة الخطباء. كما تم إسناد وسام التكريم إلى أستاذ اللغة العربية عبد الوهاب الد خلي و إلى خريج جامعة السربون كمال الشعبوني الذي أهدى بدوره التكريم إلى روح والدته التي حافظت على أرشيفه الخاص سنوات لجوئه السياسي بفرنسا من سنة 2000 إلى 2008. و بالإضافة إلى تكريم هؤلاء المتبرعين الأربع بأرشيفهم الخاص ,تم تكريم منظمة الكشافة التونسية في شخص قائدها السابق الشيخ سالم المغروم و الذي سبق و أن تبرع بدوره بأرشيفهم الخاص . و قد تبّرعت هذه المنظمة الشبابية العريقة بجلّ أرشيفها الذي فاض عن 1600 حافظة أرشيف !