يستعد الائتلاف المتكفّل بمشروع جمع الرّصيد الرّقميّ والتّوثيقيّ للثّورة التّونسيّة وأرشفته وحفظه بالتعاون مع المتحف الوطنيّ بباردو لتنظيم معرض خاص بالثورة التونسية تحت عنوان «14 غير درج، أوان تونس -أرشيفات الثّورة» سيكون بفضاء متحف باردو مفتوح للعموم لمدة أشهر. وبينت حورية عبد الكافي، بصفتها مكلفة بأمانة هذا المعرض، أن التحضيرات لهذه المناسبة استغرقت أكثر من عام ونصف قضاها أعضاء الائتلاف المذكور في تجميع المادة الخاصة بالمعرض وتتعلق تحديدا بمستجدات 29 يوم من أحداث وأطوار الثورة التونسية التي انطلقت أحداثها يوم 17 ديسمبر 2010 بسيدي بوزيد وتواصلت إلى يوم 14 جانفي 2011 بفرار الرئيس المخلوع وسقوط منظومته الديكتاتورية. ورغم تكتمها عن تفاصيل هذا المشروع واختيار عدم الخوض في المسألة قبل موعد الندوة الصحفية المخصصة للغرض خلال الأسبوع المقبل، إلا أنها كشفت عن جوانب ومعطيات تتعلق بهذا المعرض الذي وصفته بالحدث الجامع والشامل نظرا لأهدافه ومتعلقاته الثقافية والاجتماعية والسياسية والإنسانية. خاصة أنها تعتبر في المعرض مناسبة لفتح صندوق الثورة الذي ظل مغلقا. واعتبرت محدثتنا في اعتماد مقياسين في تجميع مادة المعرض تجمع بين البيداغوجيّ والفنّيّ بهدف استثمار هذا المشروع على أكثر من صعيد لخدمة تونس الجديدة. وأفادت أن الهدف من هذا المعرض هو التأريخ وجمع المادة التي توثق لهذا الحدث الذي تجاوز وقع تونس وساهم في تغيير المشهد والواقع في جل البلدان العربية فضلا عن تحسيس الجميع بأهمية هذا الحدث من ناحية والدفع من أجل العمل على المحافظة على هذا المكسب وإنجاح المسار الثوري والانتقالي في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية. والهام في هذا المعرض الذي أنجزه ناشطون في المجتمع المدني، حسب تأكيد حورية عبد الكافي، هو مشاركة مؤسسات عمومية في إقامته من خلال توفير المادة التوثيقية وجوانب أخرى من متطلبات هذا المعرض. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض سيفتتح يوم 14 من الشهر الجاري بفضاء قاعة المعارض الوقتيّة بالمتحف الوطنيّ بباردو ليتواصل إلى غاية 31 مارس المقبل. وقد أعدت الجهة المنظمة برنامجا حافلا بالأنشطة والتظاهرات الثقافية والفكرية ذات صلة. وما يميز هذا المعرض أنه يتضمن نصوصا وفيديوهات وشعارات وصورا ومدوّنات ولعض التعاليق التي روجت على شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» فضلا عن أغان وقصائد وأصوات تمّ اختيارها من رصيد أرشيفات الثّورة الّذي تسنّى إنشاؤه بفضل هبات مواطنين أسهموا في الانتفاضات وآخرون كانوا شهودا عليها. ليقدمها هذا المعرض باعتماد سينوغرافيا متطورة تسهل تقبلها وإعادة مشاهد وأحداث إلى سطح الذاكرة بعد ثماني سنوات من اندلاع ثورة الكرامة. معارض بالجملة في الداخل والخارج وفي سياق متصل أفادت حورية عبد الكافي ان هذا المعرض سيزور عدة جهات من الجمهورية بعد انتهاء محطته الأولى بمتحف باردو في موفى شهر مارس المقبل وذلك بعد أن ضبطت الجهة المنظمة له برنامجا يشمل عدة جهات خاصة منها تلك التي كانت مسرحا لأحداث دموية وتحركات اجتماعية كبيرة. كما أكدت أن المعرض سينتظم في بلدان أخرى لكن في شكل مختلف عما شكل تنظيمه في تونس لتكون أولى المحطات الذي ذكرتها أمينة الائتلاف ل«الصباح» هي مدينة مرسيليا بفرنسا لتتبعها محطات أخرى بمدن أخرى بنفس البلد فضلا عن بلدان أوروبية أخرى. واعتبرت الغاية من هذا المعرض في الخارج هو تحسيس أبناء تونس بالمهجر بالأساس بضرورة المساهمة في بناء تونس الجديدة لأنها تعتبر الفنون بالأساس أداة وآلية ناجعة لتحسيس التونسيين بضرورة المساهمة في البناء والإصلاح بما يفسح المجال للتونسيين لمد يد العون للخروج من الأزمات التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة أي بعد ثماني سنوات من الثورة عرف فيها الاستثمار تراجعا كبيرا.