اقترب موعد الانتخابات وانطلق موسم التحضير له إما عبر اندماج أحزاب في بعضها البعض أو عبر مساعي بعضها لضم وجوه سياسية إلى جانب «نوايا» تأسيس مشاريع سياسية جديدة.. تونس – الشروق: على امتداد السنوات الماضية، بلغ عدد الأحزاب في تونس 214 حزبا، برز بعضهم على الساحة وتمكن من تصدر المشهد السياسي إما عبر بلوغ السلطة أو عبر لعب دور المعارضة الجديّة. في حين لم يقدر عدد كبير منها على البروز وعلى لعب دور سياسي متميز على الساحة أو على تحقيق نتائج تذكر سواء في انتخابات 2011 أو 2014 أو 2018 ، وبلغ الأمر ببعضها حد التوقف عن النشاط الفعلي (دون أن يقع حلها قانونيا). ومنذ مدة، تشهد الساحة السياسية تحركات مختلفة للوجوه السياسية واندماج أحزاب وحركات في بعضها البعض فضلا عن تأسيس او نوايا تأسيس مشاريع سياسية جديدة وكل ذلك في إطار «التسخين» للانتخابات القادمة. لكن في المقابل تُطرح تساؤلات عديدة حول مدى قدرة هذه التحركات على تحقيق الغاية المرجوة منها وهي القدرة على «افتكاك» مكان على الساحة السياسية بمناسبة الانتخابات القادمة. فهل أن «الجُدد» ستكون لهم حظوظ أوفر للإطاحة ب»القدامى» في الانتخابات القادمة؟ أم أن الأحزاب «القديمة» التي سبق أن شاركت ونجحت في المحطات الانتخابية الماضية ستواصل الهيمنة على الساحة السياسية؟ نجاح انتخابي كشفت تطورات السنوات الماضية أن الأحزاب «الناجحة» سياسيا وانتخابيا هي : -إما الاحزاب التقليدية التي استمدت نجاحها من تاريخها النضالي الذي يعود إلى العهدين الماضيين على غرار النجاح الذي حققته مثلا في انتخابات 2011 أحزاب «النهضة» و»الديمقراطي التقدمي» ( في ما بعد الجمهوري) و»التكتل» و»المؤتمر من أجل الجمهورية» و» القطب (التجديد سابقا) و»العمال» .. -او الاحزاب التي استمدت قوّتها من مُؤسسيها على غرار النجاح الذي حققه نداء تونس في انتخابات 2014 والذي يعتبر اغلب المتابعين ان الفضل في ذلك لمؤسسه الباجي قائد السبسي أو النجاح الذي حققه حزب العريضة الشعبية في انتخابات 2011 ويقول المحللون ان اسم مؤسسه الهاشمي الحامدي لعب دورا هاما في ذلك فضلا عن نجاح الوطني الحر في 2011 وفي 2014 وعزاه البعض الى وجود سليم الرياحي على رأسه شأنه شأن النجاح النسبي الذي حققه آفاق تونس الذي أسسه وترأسه ياسين ابراهيم وايضا المؤتمر من اجل الجمهورية في 2014 والذي استمد قوته بصفة مزدوجة ( تاريخيا وأيضا بوجود منصف المرزوقي على رأسه). كما يوجد نجاح من نوع آخر حققته الجبهة الشعبية في انتخابات 2014 وحصلت على المرتبة الرابعة في التشريعية وحصل مرشحها في الرئاسية حمة الهمامي على المرتبة الثالثة واستمدت قوتها وفق المحللين بصفة مزدوجة (من التحالف الحزبي الواسع الذي تُمثله ومن شخصية الناطق الرسمي باسمها حمة الهمامي) حظوظ «الجُدد» كل ما تقدم يطرح لدى المتابعين تساؤلات حول مدى قدرة المشاريع السياسية التي تأسست بعد انتخابات 2014 او التي قد تتأسس في الفترة القادمة أو التي تتحرك منذ مدة بأشكال مختلفة (إما عبر الاندماج في بعضها البعض او عبر فتح أبوابها أمام انضمام وجوه سياسية مختلفة) على منافسة الأحزاب القديمة (التي سبق ان نجحت في الانتخابات السابقة 2011 و2014 ) في انتخابات 2019. مبدئيا، تبدو حظوظ الجميع متساوية في ظل ما يتمتع به كل سياسي من قدرات على الاستقطاب السياسي والتعبئة الانتخابية وعلى المناورة، لكن على أرض الواقع تختلف الآراء والمواقف. حيث هناك من يرى أن «الجُدد « قد ينجحون في قلب المعطيات لفائدتهم في الانتخابات القادمة في ظل ما أصبح يتردد على الساحة السياسية حول «تهرإ» الأحزاب القديمة ( الناجحة سابقا) وبلوغها مرحلة متقدمة من الاستهلاك خاصة بعد عجزها عن تحقيق انتظارات التونسيين، وهذا يهم على حد سواء الأحزاب التي بلغت السلطة او التي لعبت دور المعارضة. كما يتحدث كثيرون عن وجود رغبة لدى التونسيين في البحث عن جديد بديل يرون فيه أكثر قدرة على تلبية انتظاراتهم بعد أن سئموا الطبقة السياسية القديمة ووقفوا على زيف وعودها وهو ما قد تسعى إليه هذه الاحزاب الجديدة أو المشاريع الحزبية التي قد ترى النور قريبا مستندة في ذلك ضمن تركيبتها على وجوه سياسية غير مستهلكة وهو ما يسعى إليه بعضها .. وفي المقابل، هناك من المتابعين من يرى أن الأحزاب «القديمة « التي سبق ان حققت نجاحات في الانتخابات السابقة ستواصل الهيمنة على انتخابات 2019 مستندة إلى تواصل امتلاكها خزانا انتخابيا محترما وإلى تفوقها من حيث الخبرة والدراية بقواعد «اللعبة الانتخابية» ومن حيث القدرة على المناورة السياسية واستقطاب الناخبين أو من حيث القوة السياسية لشخصية رؤسائها ومؤسسيها. أبرز التنقلات وعمليات الاندماج الحزبي في الفترة الاخيرة اندماج حزبي الوطني الحر ونداء تونس انصهار حزبي «البديل التونسي» (مهدي جمعة) و»حركة تونس أوّلا» (رضا بلحاج) في كيان سياسي واحد مع الاحتفاظ باسم «حزب البديل التونسي» وبقيادة مركزية جديدة موحدة. انضمام رضا لحول وماهر بن ضياء ومحمود سعيد الى المكتب السياسي لحزب البديل التونسي الذي يترأسه مهدي جمعة. حديث عن استعداد الوزيرين السابقين مبروك كورشيد وأحمد فريعة لتكوين مشروع سياسي جديد يشاركان به في الانتخابات القادمة. حديث عن استعداد رئيس الحكومة يوسف الشاهد لتأسيس حزب جديد مدعوم بكتلة الائتلاف الوطني للمشاركة في رئاسية وتشريعية 2019. استقالات من كتلة النداء بالبرلمان والانضمام إلى كتلة الائتلاف الوطني. استقالات من حزب نداء تونس في انتظار الاعلان رسمياعن وجهتهم القادمة. مؤسس الحزب الجمهوري، أحمد نجيب الشابي، بدأ التحرك من أجل ضم وجوه سياسية جديدة لمشروعه السياسي «الحركة الديمقراطية الجديدة» الذي أسسه في جانفي 2017 . تأسيس «حركة تونس إلى الأمام» عن طريق الوزير السابق والوجه النقابي عبيد البريكي وامكانية ضمها وجوها سياسية جديدة.