لأربع سنوات تقريبا وأبواب المسرح البلدي بصفاقس مغلقة في وجوه رواده ..عودة الروح «للتياترو» تستوجب 3 مليارات و660 ألف دينار ..البلدية خصصت ميزانية الصيانة ، ووزارة الثقافة رفضت الدعم ، والشاهد وعد بمليار..ليبقى الوعد معلقا .. الشروق- مكتب صفاقس المسرح البلدي بصفاقس واقع بقلب المدينة – شارع الهادي شاكر – ويتميز بتصميم إيطالي جذاب من إبداعات المهندس الإيطالي «دي مونتو» الذي فضل الواجهات البلورية والأبواب الحديدية لفضاء يتسع ل 1010 متفرج يجلسون أمام ركح ضخم تحرّك ستائره سلاسل حديدية نصف أوتوماتيكية .. المسرح شيد سنة 1954 ، ليعوض المسرح القديم الذي شيد سنة 1903 في مكان آخر غير مكان المسرح البلدي القديم الذي هدم سنة 1942 خلال الحرب العالمية الثانية لتبقى صفاقس بلا مسرح مدّة 12 عاما تقريبا حسب ما أكّده الدكتور رضا القلال في كتابه «صفاقسالمدينة البيضاء». وتشير بعض المصادر التاريخية أن الفنانة التونسية الراحلة هناء راشد – صاحبة رائعة يا هاجرة - هي أول مطربة صعدت ركح المسرح البلدي بصفاقس الذي تستحضر أركانه أنغاما موسيقية لأكبر الفنانين وطنيا وعربيا في تلك الحقبة وما يليها ...بل ويشهد ركحه على صعود أكبر الممثلين على خشبته .. من 1954 إلى سنة 2015 ..61 عاما من التظاهرات والإبداعات إلى أن قرار الحماية المدنية ومصالح التجهيز والبلدية على ضوء تقرير بلدي إغلاق المسرح لأنه بات يشكل خطورة لا على مرتاديه فقط بل حتى على محيطه الخارجي ..الخطورة ليست في جدرانه أو أعمدته ، بل في قبوه المظلم .. المسرح البلدي بصفاقس رغم ارتفاعه مقارنة ببقية البناءات في تلك الفترة ، يقوم على قبو هو أدنى نقطة في قلب مدينة صفاقس ، ولمن لا يستطيع تخيل ما معنى أدنى نقطة نقول أن مياه الأمطار التي تنزل في صفاقسالمدينة تتجمع كلها تحته ..علّه خطأ هندسي ..أو ربما السنوات شاءت ذلك ويد الإنسان لم تحسب لهذه النقطة حسابا ..فكانت البناءات ومصارف المياه التي جاءت بعد المسرح البلدي كانت على حسابه .. عند بداية أشغال التهيئة سنة 2015 ، سقطت كل الحسابات في الماء ، فالقبو الذي لم يتمكن في البداية العمال للنزول إليه بسبب غياب الأوكسيجين ابتلع القسط الكبير من الميزانية المرصودة لتهذيب مسرح صفاقس أو قل «تياترو» صفاقس وهي التسمية التي يحتفظ بها كل من ارتاد هذا الفضاء من الفنانين والجمهور .. مصدر مسؤول من بلدية صفاقس قال ل «الشروق» أن الميزانية التي رصدت سنة 2015 ولم تتجاوز في التقديرات الأولى المليار والنصف تضاعفت اليوم بسبب ارتفاع أسعار المواد البناء والتجهيزات واليد العاملة ، بل وخاصة بسبب القبو الذي استنزف جزء هاما من الوقت والمال لمعالجته وعزله .. الميزانية المقدرة اليوم ب 3 مليارات و 660 ألف دينار تنقسم بين التهيئة والصيانة بما يقدر بمليارين ، مع مليار ونيف للتكييف الهوائي و 660 ألف دينار لبقية المرافق من كهرباء وإضاءة وتغليف وركح وغيرها ..البلدية التي تصطدم بارتفاع التكلفة في كل يوم جديد خصصت 550 ألف دينار لاستكمال الأشغال من ميزانية 2019 على أساس أنه من المنتظر أن تنتهي الأشغال الجارية حاليا وتعود الروح لتياترو صفاقس في نهاية الثلاثية الأولى من السنة المقبلة باعتبار ان الصعوبات الفنية كانت وراء تأجيل كل مواعيد عودة الروح .. وفي انتظار بعث مسرح صفاقس من جديد ، وعد رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمعاضدة المجلس البلدي بمليار خلال شهر جوان من السنة الفارطة ..المليار تعطل وبقى مجرد وعد ، خلافا لوزارة الشؤون الثقافية التي لم تعد بل اكتفت بمراسلة رسمية ردا على مراسلة من بلدية صفاقس تقول فيها المسرح البلدي على ملك بلدية صفاقس وصيانته من مشمولاتها ..لكن هذا الرد لا يصح في تقديراتها مع المسرح البلدي بالعاصمة أو المسرح البلدي بسوسة .. المسرح البلدي القديم في سطور بني المسرح البلدي القديم بصفاقس سنة 1903 أي بعد سنة من بناء المسرح البلدي بتونس وقبل خمس سنوات من بناء المسرح البلدي بسوسة وكان على الطراز العربي المورسكي ومن تصميم المعماري «رافاييل قي» واشرف على بنائه المهندس الفرنسي «جورج بورش» فتح المسرح أبوابه في 22 جانفي 1903 بعرض «اوبيرا فوست» وكان المسرح يتسع ل538 مقعدا ، قبل الافتتاح طلب المهندس من مدير المسرح أن يسمح لكل من عمل في بنائه ان يحضر الحفل الأول ولبى المدير الطلب فحضر العرض الاول 250 من العملة أول عرض تونسي بالمسرح البلدي بصفاقس كان لجمعية التهذيب وقد لقيت عديد العراقيل قبل ان يتم عرض مسرحيتها بالفضاء تهدم في الحرب العالمية الثانية يوم 30 ديسمبر 1942 على الساعة 14 و 30 دقيقة بعد ان بقي شامخا مدة 39 عاما مقتبس من كتاب « صفاقسالمدينة البيضاء» للدكتور رضا القلال أرقام و دلالات 1903 هو تاريخ انشاء أول مسرح بلدي بصفاقس 1010 طاقة استيعاب المسرح البلدي بصفاقس 3 مليارات و 660 الف دينار للتهيئة والصيانة