احتضنت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة مساء أمس الأول الاثنين 14 جانفي عرضا بعنوان «لحن الثورة « وذلك في اطار الاحتفالات بالذكرى الثامنة للثورة. تونس «الشروق» وأمنت العرض الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الفنان محمد لسود والفنانين ليلى حجيج واحمد الرباعي. وتواصل العرض قرابة الساعتين في أجواء علت فيها أصوات الحرية والكرامة والانسانية... اختلط صوتها العذب بأنغام تلك الموسيقى الراقية. فأفرزت لحظات رائقة ممتعة ارتحل على متنها الجمهور الى عالم من الحياة والوطن الجميل والحريات ... هي الفنانة ليلى حجيج التي كانت مبدعة ومقنعة في أدائها ليلة أمس الأول على ركح مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة حيث شدت بقصيد الشاعر أبي القاسم الشابي « اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدير « قصيد اقشعرت له الأبدان وارتاحت على إيقاعه النفوس وارتحلت على متن كلماته الأذهان الى عالم مليء بحب الوطن والحياة... ومن إرادة الحياة ذهبت حجيج الى «حسناء قرطاج» قسما بسحر عيونك الخضر يا اجمل الألوان في عمري...» الأغنية التي أهدتها ذات صيف الفنانة ماجدة الرومي لتونس على ركح المسرح الأثري بقرطاج... الفنانة ليلى حجيج لم يهدأ صوتها في تلك الليلة. وواصلت مع استحضار الأغاني التونسية والعربية التي تغنت بالحرية والحياة ومجدت الأوطان والمرأة والحب.... ولتونس وللمرأة شدت حجيج ب «تونسية ومن فضل ربي وعلي « وتكريما للفنانة الكبيرة نعمة استحضرت « تسألني ما تسألني انا عيوني ما تخبي ...» ولم يهدأ الجمهور مع أغنية «تبعني نبنو الدنيا زينة « للهادي الجويني. فغنى ورقص وتمايل على ايقاعها وكلماتها التي بعثت في الحضور الأمل في رحلة رائقة الى ذاك الزمن الجميل... عرض لحن الثورة كان بمثابة المراوحة الغنائية بين الفنانة ليلى حجيج والمطرب الشاب احمد الرباعي الذي كان فنانا مبدعا على ركحه مقنعا بأدائه الجيد وحضوره المميز وغنى لجمهوره رائعة لطفي بوشناق « لتونس شعب أراد الحياة فهب بعزم ولبى القدر» ومن اغاني لطيفة العرفاوي اختار «اهيم بتونس الخضراء « التي كان لها تأثير كبير في الجمهور وصفق لأدائه الرائع فرد احمد الرباعي على جمهوره ب» يا بوسعيد العالي « و»يا شاغلة بالي غنيلي شوية « لعلي الرياحي ... ولم يكتف الرباعي بذلك ومع هتاف الجمهور وتصفيقه شدى بأغنية «ماتنساش تراب بلادك مهما يسوموا ما تلقاش» كلمات تعكس صورة أشخاص خانوا البلاد وعاثوا فيها الفساد... وفي لقاء جميل وممتع بين الفنانين اجتمعت ليلى حجيج واحمد الرباعي على ركح قاعة الأوبرا وقدما للجمهور ولتونس وشعبها ومناضليها «الله يا بلدنا الله ياتونس يا ارض امجادنا» وكان التميز مع الأوبرات الرائعة «وطني الأكبر» التي تعود الى سنة 1958 كلمات احمد شفيق كامل والحان محمد عبد الوهاب لتكون نهاية العرض مع «نشيد الثورة» كلمات علي اللواتي والحان ربيع الزموري. وهو نشيد يتغنى بتونس الحياة والحرية والكرامة وبشبابها الصامد أمام أعداء الحياة وأعداء الوطن...