الشروق مكتب صفاقس عاشت صفاقس كغيرها من الجهات أمس الخميس 17 جانفي على وقع الإضراب العام الذي سجل حضورا شعبيا ضخما أمام مقر المنظمة الشغيلة تلته مسيرة حاشدة إلى مقر الولاية لا يمكن رؤية نهاية المحتشدين فيها .. صفاقس.. أو قل العنوان البارز في التجمعات العمالية والمسيرات الشعبية بالبلاد ، كانت أمس في الموعد لتنفيذ قرار الاضراب العام الذي دعت له المركزية النقابية بعد مفاوضات ماراطونية لم تنته إلى اتفاق .. الآلاف من الموظفين في القطاع العمومي والعمال والمربين والحقوقيين ومكونات المجتمع المدني والأهالي نساء ورجالا وشبابا تقاطروا منذ الصباح ليشدوا رحالهم إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي ازدحمت فيه المناكب ولم يترك الحاضر للغائب أو المتخلف عن الحضور باكرا مكانا للوقوف أمام مقر المنظمة .. علم البلاد وراية الاتحاد وصور حشاد وعاشور وغيرهما من رموز الحركة النقابية والوطنية بالبلاد رفعت عاليا مع شعارات بدأت تنادي بإسقاط الحكومة لتؤكد أن «الزيادة في الشهرية حق موش مزية» أو «شعب تونس لا يهان يا حكومة الارتهان» و"السيادة قبل الزيادة "وغيرها. الشعارات كثيرة ومتنوعة، وكل قطاع قادم من مقر مؤسسته في اتجاه الاتحاد الجهوي للشغل يرفع بعضها يطالب بالزيادة في الأجور، والبعض الآخر ينادي بالسيادة الوطنية ويصف الحكومة بالارتهان إلى قوى مالية خارجية ، بل وينادي بإسقاط هذه الحكومة . كلمة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل عبد الهادي بن جمعة من أعلى شرفة الاتحاد لم تختلف في جوهرها عن فحوى الشعارات المرفوعة ليتجه مباشرة إلى انتقاد رئيس الحكومة يوسف الشاهد قائلا " هذا الحضور العفوي والكبير لشعبنا هو رسالة للشاهد الذي ظهر البارحة بائسا أمام شعبه ..رأيناه البارحة بائسا يجيش شعبنا على الاتحاد ..لكن هيهات هذا هو شعب تونس ..هذا ردهم عليك ..انتهى عهد الشعبوية والتعسف على الاتحاد " . وحيا عبد الهادي بن جمعة ما سماه بالحشد الكبير والتجمع العفوي لأبناء الشعب مبرزا تضامن كل القطاعات فيما بينها مشددا على أن الاتحاد سيبقى صامدا ومدافعا عن حقوق منظوريه وعلى الشعب التونسي ككل في وجه حكومة باتت مرتهنة للخارج مؤكدا « أن الهيئة الوطنية الادارية ستجتمع يوم السبت القادم لتحديد الأشكال النضالية التي ستكون صعبة جدا ولا يقدر عليها احد من اجل تحقيق الزيادة في الاجور بالنسبة لقطاع الوظيفة العمومية ..» والكلام دائما لبن جمعة . بعدها خرج المضربون وبأعداد غفيرة في مسيرة شعبية حاشدة غصت بها شوارع صفاقس رافعين نفس الشعارات ، واتجهت في تنظيم وتأطير محكمين تحت أنظار قوات الأمن التي اكتفت بالمتابعة إلى مقر ولاية صفاقس لتعود من جديد إلى الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بنفس الأعداد الضخمة تقريبا .. هذا ، وقد سجل الإضراب العام بصفاقس نجاحا مطلقا بعد انخراط كل القطاعات ومساندتهم للتحرك الاحتجاجي الذي شل الحياة بالمدينة وبكل المعتمديات.