أكد وزير الخارجية خميس الجهيناوي أمس أن تجاوز الوضع العربي الصعب يتطلب الى جانب التسوية السياسية القائمة المزيد من تركيز الجهود المشتركة على التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية باعتبارها المدخل الأساسي الى مناعة المجتمعات. وشارك الجهيناوي أمس بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في أشغال القمة العربية الرابعة التنموية الاقتصادية والاجتماعية والتي انعقدت في العاصمة اللبنانية بيروت. وشدد الجهيناوي في كلمة ألقاها على قدرة تحقيق أهداف هذه القمة والمضي قدما في النهوض بواقع البلدان العربية وذلك بفضل وضع رؤية تشاركية وتكاملية توفّق الجهود في معالجة القضايا وتحقق النهوض بأوضاع المنطقة العربية، داعيا في نفس السياق إلى مواصلة تفعيل قرارات القمم السابقة وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع التكاملية المشتركة. وقال الجهيناوي إن تجاوز الوضع الراهن بمختلف البلدان العربية يتطلّب، إلى جانب دفع مسار التسوية السياسية القائمة، المزيد من تركيز الجهود المشتركة على التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية باعتبارها المدخل الأساسي الى مناعة المجتمعات وحصانتها ضدّ الاختراقات، مضيفا أن التنمية قادرة على تطوير القدرات وعلى حفظ الأمن العربي واستقراره داخليا والدّفاع عن مصالحه وسيادته خارجيا وتشخيص المعوقات التي حالت دون تحقيق الارتباط العضوي والتكاملي بين اقتصاديات العرب. وأشار إلى أنّ اختيار شعار "الإنسان العربي" محورا للتنمية يحمل دلالات عميقة وهامّة، موضّحا "في ظلّ تردّي أوضاع المنطقة منذ سنوات وما تسبّبت فيه أوضاعها الصعبة من مآس إنسانية واستنزاف لقدرات بلداننا وإرباك لمسارات التنمية باتت الحاجة ملحّة أكثر من أيّ وقت مضى إلى إعادة ترتيب أولوياتنا في إطار رؤية مشتركة محورها الرئيسي الإنسان العربي وهدفها الأساسي الاستجابة لاحتياجاته التنموية والاقتصادية والاجتماعية".