"دون كيشوت كما نراه"، هو أول إنتاج مسرحي لقطب المسرح بمدينة الثقافة، منذ افتتاحها في العام الماضي، ويتولى إنجاز هذه المسرحية المقتبسة، في الدراماتورجيا والسينوغرافيا والإخراج، المخرج المسرحي شاذلي العرفاوي. تونس (الشروق) وتجمع مسرحية "دون كيشوت كما نراه"، على الركح، كلا من الممثل عبد القادر بن سعيد الذي يجسد شخصية "دون كيشوت"، والممثل منصف العجنقي الذي يجسد شخصية "سانتشو"، والمسرحية كما أسلفنا الذكر، من إخراج شاذلي العرفاوي ويساعده في الإخراج لطفي ناجح، ومن إنتاج قطب المسرح بمدينة الثقافة. وحسب مخرج المسرحية، شاذلي العرفاوي، فإن صاحب البادرة لإنتاج هذه المسرحية، هو مدير "بيت الرواية" في مدينة الثقافة، الروائي كمال الرياحي، الذي اقترح تجسيد مشهد مسرحي، تولى محدثنا إخراجه وقدم في تظاهرة "دون كيشوت في المدينة" في شهر أكتوبر من العام الماضي، و"بعد أن نال العرض المصغر استحسان الجمهور وإعجابهم، تم الاتفاق على إنتاج عمل مسرحي متكامل عن "دون كيشوت". وكشف شاذلي العرفاوي، أنه اشتغل على نص اقتباس مسرحي للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف، عن الرواية الشهيرة التي ترجمت لأكثر من 60 لغة، "دون كيشوت" للكاتب الإسباني "ميغيل دي سيرفانتس"، كما شدد العرفاوي، على أن مسرحيته ستكون باللغة العربية الفصحى، من خلال نصّ جميل وشاعري، يحدد العلاقة بين الشخصيتين، في محاولة لإبراز عالم "دون كيشوت" بين الواقع والخيال، كما "نراه نحن" على حد قوله. وجدير بالذكر أن رواية "دون كيشوت" بطلها هو" ألونسو كيكسانو"، وهو صاحب مزرعة لديه ما يكفي من المال لينعم بالعيش الرغد ، لذلك كان يقضي معظم وقته في القراءة، وخاصة الكتب التي تتحدث عن الفروسيّة والفرسان، في العصور الوسطى، أولئك الذين يركبون الخيل، ويذبحون التنانين، ويقبلون أيادي الأميرات، فأصبح يحلم بأن يكون فارساً مثلهم، فقرر ألونسو كيكسانو يوم ما أن يصبح فارساً مثلهم، فارتدى درعاً وأطلق على نفسه اسم دون كيشوت، وامتطى فرسه وبدأ التجوال في القرى والأرياف بحثاً عن المغامرات، ولأنّ التنانين والعمالقة غير موجودين إلّا في رأسه، فإنّه بدأ يتخيل طواحين الهواء هم الأعداء والوحوش العملاقة. اتخذ دون كيشوت له رفيقاً اسمه سانتشو وبدؤوا مغامرات جيدة، وحين رأى الناس جنون دون كيشوت رغبوا في علاجه، ورسموا لذلك مخططات لجعله يعود إلى سريره، وفي نهاية القصة فإنّ دون كيشوت يعلم أنّه كان غبيّ لا فائدة مما يفعل، ولكن الأوان كان قد فات، حيث أُصيب بحمّى شديدة مات على إثرها وهو على سريره.