مكتب سليانة - الشروق : انقطاع للتيار الكهربائي غياب لمياه الشرب ونقص في مواد التدفئة وحالات من الذعر... هكذا عاشت عديد المناطق خاصة الواقعة جنوب ولاية سليانة جراء العاصفة الثلجية التي هبت ليلة البارحة مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة. وبالرغم من تحذيرات معهد الرصد الجوي واستعداد لجنة مجابهة الكوارث لموجة الصقيع الا ان الجميع لم يتوقع ما حصل ,فمع حدود الساعة الرابعة والنصف من ظهر يوم أمس الاول نزلت الثلوج بغزارة في عدة معتمديات خاصة في مكثر والروحية وكسرى والكريب وبرقو ومعتمدية سليانةالجنوبية ,اما بقية المناطق فقد عاشت على وقع امطار غزيرة كانت مصحوبة برياح عاتية فاقت سرعتها 80كلم في الساعة لتكون التداعيات وخيمة حيث علق العديد من المواطنين عبر الطرقات وشرعوا في توجيه نداءات استغاثة ...ومع مرور الوقت ازداد تهاطل الثلوج مصحوبا بالرياح القوية لتنقطع حركات المرور في الطريق الوطنية رقم 4 والشيء نفسه للمسالك الفلاحية والريفية ... في تلك الاوقات بدت عديد الأرياف وحتى المدن تعيش حالات الرعب خاصة إثر انقطاع التيار الكهربائي ,وتهاطلت نداءات الاستغاثة فمنهم من علق وسط الطريق تحت وطأة البرد القارس ومنهم من طلب نجدة بعض المنازل التي عزلت بشكل تام ومنهم من طالب بضرورة التدخل لفائدة مناطق تعذر حتى الاتصال بها. العاصفة الثلجية تغلبت على مجهودات لجنة مجابهة الكوارث ووصل سمك الثلوج في منطقة صدين الى متر واحد حتى ان رجال الحماية المدنية وممثلي مندوبية الفلاحة وأعوان ادارة التجهيز علقوا بدورهم وتعذّر عليهم إكمال نشاطاتهم بحكم قساوة الطقس فالثلوج تواصل هطولها والرياح حالت دون ذلك. فعلا هي ليلة لم نشهد لها مثيلا هكذا تحدث إلينا السيد عبد الكريم بن محمود ليضيف لقد تجاوزت العقد الخامس من عمري لكن موجة البرد وغضب الطبيعة بهذا الشكل لم نعهده في ولاية سليانة ورغم انها بشائر خير لموسم فلاحي لكن حالات الرعب التي عشناها خوفا على انفسنا وأهالينا جعلنا نتذرع لله ان يخفف علينا ما يحصل ...