ان لم يكن عسكريا فاقتصاديا وان لم يكن كذلك فبالتآمر داخليا...تلك هي مراحل سياسة واشنطن القذرة في اسقاط كل من وقف ضد عنجهيتها وامبرياليتها وهيمنتها، وفي فنزويلا مثلا مرت واشنطن بكل المراحل المتاحة لإسقاط النظام هناك منذ عهد الرئيس الراحل هوغو شافيز وحتى الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي فشلت امريكا في ازاحته عبر انقلاب عسكري اولا ثم الاغتيال ثانيا والان بالتآمر عليه في الداخل الفنزويلي عبر رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيسا للبلاد في انقلاب واضح على السلطة. ويدل اعتراف واشنطن بغوايدو بعد دقائق من اعلان نفسه رئيسا عن تعطّش امريكي لإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حيث تسعى جاهدة لإنهاء آخر حلقات الحرب على الثورة البوليفية عبر الاعتراف بزعيم المعارضة رئيساً شرعياً بغية استكمال العودة إلى حديقتها الخلفية في أمريكا اللاتينية رغم ان الرّئيس الأمريكي دونالد ترومب اعلن مباشرة بعد انتخابه رئيسا، أنّه لن يسعى لإسقاط أنظمة الدّول الأخرى أو التدخل بسياساتها الداخليّة. فتّش عن النفط والغاز ! تلك هي اللعبة الاساسية لواشنطن في ازاحة مادورو وفي كل من تريد ازاحته كما سبق مع القذافي وصدام حسين...وكان لافتا انه عندما قرر ترومب الانسحاب من سوريا مؤخرا جارا اذيال الخيبة، اعلن صراحة انه لا وجود لثروات تبقيه هناك وانما فقط «ارض الرمال والموت». ورغم الترحيب الكبير لأتباع أمريكا من دول امريكا اللاتينية واوروبا بهذا الانقلاب، فإن اعلان وزير الدفاع والشعب الفنزويلي وقوفه التام مع الرئيس الحالي مادور اولا واعلان عديد الدول المؤثرة كروسيا وتركيا وايران وبوليفيا وكوبا والمكسيك والى حد ما الصين مساندتها التامة لمادورو ثانيا، احبط لحد كبير عزيمة واشنطن وعميلها غوايدو وبدا مادورو ثابتا شامخا كما كان هوغو شافيز، وهو يعلن طرد الدبلوماسيين الامريكيين و قطع العلاقات مع واشنطن. ترومب ورّط بلاده هناك وموقف روسيا وبوتين تحديدا جاء صارما معلنا انه لن يمرّ هذا المخطط رغم ان الامر قد يصل لحمام دم هناك اذا ما قرر الجيش الفنزويلي المعترف بمادورو حسم الامور عسكريا وربما هذا هو الخيار الاخير الان. صدق رئيس بوليفيا ايفو موراليس يوما ما عندما سأله صحفي: ما هو البلد الوحيد التي لا يمكن حدوث انقلاب فيه؟ فأجابه: أمريكا ...لأنه لا توجد سفارة امريكية هناك!