أكّد الفنان عزالدين الباجي المنسق العام ومدير موسم الموسيقى التونسية في لقاء مع « الشروق» ان الدورة الثانية لموسم الموسيقى التونسية ستنطلق رسميا يوم 27مارس القادم تزامنا مع ذكرى رحيل المطرب التونسي الأصيل علي الرياحي الذي التحق بالرفيق الأعلى يوم 27 مارس 1970 وهو يغني على ركح المسرح البلدي بالعاصمة. وقال المدير والمنسق العام لموسم الموسيقى التونسية « سنواصل في نفس الوجه لتثمين المدونة الغنائية التونسية وإعادة الاعتبار الى كل رموزها من خلال سهرات ولقاءات وتكريمات للعديد من المبدعين في المجال الموسيقى. مهرجان الأغنية في ماي وكشف الفنان عزالدين الباجي ان مهرجان الاغنية التونسية سيكون في شهر ماي القادم، بعد ان كان مقررا في شهر مارس 2019 ويعود هذا الى كثافة النشاط الثقافي في شهري مارس وافريل من ذلك تنظيم الدورة الثانية لأيام قرطاج الشعرية وتظاهرة تونس عاصمة للثقافة الإسلامية ومعرض تونس الدولي للكتاب دون ان ننسى الحدث السياسي الدولي الكبير المتمثل في احتضان بلادنا للقمة العربية. وبين المدير والمنسق العام لموسم الموسيقى التونسية ان الاحتفاء بالأغنية وتثمين المدونة والاغاني ذات القيمة الفنية غير منفصل على التوجه نحو تقديم الإنتاج الجديد، والذي سيكون السمة البارزة والرئيسية والاساسية لمهرجان الاغنية التونسية، مشددا في ذات الوقت على العملية ليست مقتصرة في الجوائز، بل هناك خطة للقطع النهائي ودون رجعية مع عقلية الرفوف هي الملاذ الأخير للأغاني المتوجة في المهرجان سنقطع مع هذه العقلية حتى تأخذ الانتاجات المتميزة حظها الكبير من الترويج. وتزامنا مع حلول شهر رمضان المعظم، والكلام للفنان عزالدين الباجي سيكون هناك برنامج موسيقى خاص برمضان ومحطة هامة للإنتاج التونسي دون غيره من خلال سهرات ومواعيد لأصوت يعلو فيها على الاغنية التونسية ورموزها وصانعيها ومبتكريها. وأضاف عزالدين الباجي انه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة الإعلان عن فتح باب الترشح للمشاركة في مهرجان الاغنية التونسية، وسيتم تكوين لجنة من الادباء واهل الاختصاص في الشعر والتأليف للنظر في النصوص المقدمة , مع ترك الحرية الكاملة للملحنين لتقديم الحانهم الموسيقية مع ضرورة التقيد باللهجة التونسية، المهم بالنسبة لنا الكلمة الهادفة والمضمون انتصارا لذائقة إبداعية راقية متميزة وبعيدا عن الابتذال والاساءة للذوق العام . علي الرياحي راسخ في الذاكرة. ان يختار موسم الموسيقى التونسية ذكرى رحيل المطرب الخالد علي الرياحي لانطلاق فعاليات دورته الثانية , في ذلك تأكيد على احد الأهداف الرئيسة وراء بعث هذا الموسم الذي يحسب في خانة إيجابيات وزارة الشؤون الثقافية التي اولت الهوية الوطنية كل الاهتمام من خلال تمتين الصلة بين مختلف الأجيال الموسيقية ماضيا وحاضرا , ولا ادل على ذلك من سهرة اختتام الدورة الأولى لهذا الموسم في ديسمبر الماضي , فقد مثبت تلك السهرة لقاء استثنائيا جمع اجيالا مختلفة صنعت مجد الاغنية التونسية من توفيق الناصر ومحسن الرايس الى رؤوف عبد المجيد والمنصف عبلة وسارة النويوي ...دون ان ننسى التكريمات التي حظي بها عزالدين ايدير وكمال رؤوف النقاطي والعازف عبد المجيد كسكاس وغيرهم ... ليكون موعد انطلاق الدورة الثانية للموسم في مارس القادم تزامنا مع ذكرى رحيل علي الرياحي الذي يبقى احد رواد الاغنية التونسية وفي ذلك اكثر من معنى نبيل واشارة واضحة الى مسيرة استثنائية لصوت غنائي عصامي فقد كان الراحل أول ملحن تونسي يمزج بين القالبين التونسي والشرقي، كما كان أول من أدخل الايقاع الافريقي على الألحان التونسية وذلك في أغنيته الشهيرة «حبيبتي الزنجية» التي كتب كلماتها نور الدين صمود. . ترك علي الرياحي ما لا يقل عن خمسمائة أغنية أخرى موزعة بين الجزائر والمغرب وليبيا ومصر واذاعة البي بي سي بلندن... حياة علي الرياحي التي عاشها ولم تتجاوز الثمانية والخمسين سنة بحساب الاعوام، امتدت الى أكثر من ذلك بكثير وقد خلدها في ألحانه واغنياته التي لا تمر مناسبة مهما كان نوعها دون ترديدها من قبل الاجيال التي جاءت بعده... حياة فنان الخضراء ورغم الكمّ الهائل من الاغنيات التي لحنها وغناها واطربت الاجيال تتلخص في مقطع من أغنية «قالتلي كلمة» هذا المقطع الذي يقول فيه: «أنا حياتي عبارة على حفلة... ما فمه كان انت زينتها» ببساطة هذه الكلمات وعمق معانيها... كانت حياة علي الرياحي عبارة عن حفل بهيج دائم وكانت الموسيقى زينتها... سيدي علي الذي نزل عنه الستار لآخر مرة على خشبة المسرح البلدي محتضرا وهو يردد أغنية «تكويث وما قلت أحيت ...» عاش للموسيقى كما كانت موهبته العصامية توجّهه نحو مسيرة خالدة ومات كما اشتهى وتمنّى على الركح.