كان النجم ليلة أول أمس في مستوى تطلعات جماهيره بعد ان حقق نتيجة جد ايجابية على ميدان مركب مولاي عبد الله بالرباط وألحق بالرجاء البيضاوي الهزيمة الرابعة في تاريخ المواجهات بين الفريقين، وهو ما يعطي لممثل كرة القدم التونسية طموحا شرعيا للتقدم بكل ثبات نحو المربع الذهبي لمسابقة كأس زايد للأندية العربية البطلة. انتصار ثمين ومهم لفت أنظار كل الفنيين والمتابعين وزادته الطريقة بهرجا حيث تكلمت أرجل زملاء ماهر الحناشي «رجولة».. ومع كل لمسة كرة كان الجميع يقف على هذه الخصال التي ينفرد بها فريق جوهرة الساحل عن البقية. بصمات «الجنرال» فوز النجم بثنائية في المغرب تجمعت حوله عدة معطيات لعل من أبرزها بصمات المدرب روجي لومار الذي فرض أسلوبه «العسكري» منذ عودته على رأس الفريق. وكنا ذكرنا في أعدادنا التي سبقت المباراة الأخيرة للنجم ان «الجنرال» شدد على ضرورة الالتزام بالتوصيات والتطبيق وفق خطة تكتيكية واضحة المعالم وفي كنف الانضباط التام بعيدا عن الفلسفة الزائدة والاجتهاد الخاطئ وهذا ما حصل وجعل فريق جوهرة الساحل إما مسيطرا على منافسه ومكتسحا لمناطقه او في أسوإ الاحوال تكون الكرة بعيدة عن الحارس مكرم البديري او بأقل خطورة ممكنة. الاختيارات التكتيكية شهدت أيضا نقلة نوعية باحكام تموقع اللاعبين في الناحيتين الدفاعية والهجومية وتغيير مراكز اللاعبين ان لزم الأمر كما هو الحال للحناشي الذي لعب في الرواق الايسر خلفا لعبد الرزاق الراحل الى السعودية ولا شك في ان التصرف في الرصيد البشري قد تغير كذلك نحو الأفضل باستعمال كل لاعب في الوقت المناسب وحسب إمكاناته وهذه أيضا من بصمات المدربين الكبار. استعادة «القرينتة» خلال لقاء أول أمس احس الجميع بان لاعبي النجم خاضوا اللقاء بروح انتصارية افتقدوها منذ رحيل فوزي البنزرتي فقد نزلوا الى الميدان تحدوهم عزيمة حديدية... بللوا «المريول» وأكدوا أنهم قادرون على تقديم الافضل إذا ما توفر لهم التأطير المطلوب والوقفة الحازمة. النجم لم يبلغ مع ذلك المستوى الذي يمكن ان يهنأ به جمهوره نهائيا... لكن من حق الجميع ان يقول أن النجم ليس في وضع كارثي كما حاول البعض تصويره خاصة بعد التفريط في كل من عمرو مرعي وأحمد العكايشي ورامي البدوي وغازي عبد الرزاق وأيمن الطرابلسي. تألق لافت لبعيو لن نبالغ في شيء إذا ما قلنا إن ابن مركز تكوين الشبان مالك بعيو اصبح من اللاعبين المفاتيح في تركيبة روجي لومار الذي منح هذا «الاكتشاف» حرية التنقل فوق الميدان والتحول من لاعب ارتكاز الى مهاجم اضافي وهو ما ساعده على مزيد التألق من جديد في تشكيلة «السواحلية». المساكني يصرّ على المصالحة استعاد ايهاب المساكني لذة اللعب وسجل الهدف الاول في شباك حارس الرجاء. ولم يخف هذا اللاعب ارتياحه الكبير بعد ان ساهم في هذا الفوز. المساكني استفاد من الضغوطات المفروضة عليه منذ الموسم الماضي حيث طالته سهام النقد قبل ان يصرّ لومار على الإبقاء عليه. ولاشك في ان إيهاب يدرك ان مسؤوليته اصبحت أثقل ولا بدّ من مواصلة المصالحة مع الأحباء من خلال تقديم أفضل ما لديه من أداء. صدام «الصمّام» مرة أخرى يتألق صدام بن عزيزة بمعية زياد بوغطاس في محور الدفاع ويشكل لوحده صمام امام ويمنح الخط الخلفي الصلابة المطلوبة بمساعدة بقية زملائه طبعا. مساء أول أمس كان بن عزيزة في مستوى الانتظارات وقام بواجبه على الوجه المطلوب رغم حالة الارهاق التي انتابته وكلفته الانذار. صدام بن عزيزة على أن مخطط إبعاده عن النجم خلال الموسمين الماضيين «جريمة» في حق فريقه الأم النجم الساحلي. برافو للحارس البديري يمكن القول أيضا إن الحارس مكرم البديري ساهم بقسط كبير في تحقيق هذه النتيجة بما انه استأسد اول أمس وحمى شباكه من اهداف بدت محققة بفضل يقظته وتدخلاته الثابتة في بعض الكرات الخطيرة في الشوط الثاني وبالتالي فقد نجح في إحباط كل المحاولات الهجومية الرجاوية. لومار يحذّر لاعبيه لومار ورغم صرامته المفرطة قام بتهنئة لاعبيه بالفوز قبل شكرهم على المجهود المبذول رغم الارهاق وفي المقابل حذّرهم من ردة فعل الرجاء البيضاوي في لقاء الاياب بسوسة يوم الجمعة 8 فيفري مطالبا إياهم باعتبار ان لقاء الرباط انتهى بالتعادل... لومار أكد أنه من العبث القول إن النجم الساحلي حسم بطاقة التأهل للدور نصف النهائي مشيرا الى ان الرجاء قادر على اسقاط ممثل كرة القدم التونسية في سوسة كما فعل هذا الأخير في الرباط ومتمنيا تعزيز الفوز في الاياب. لا للنفخ... لا للغرور صحيح فاز النجم الساحلي في نسخته الفرنسية الجديدة على الرجاء البيضاوي.. وصحيح ان النتيجة الحاصلة جاءت بعيدا عن اولمبي سوسة وعلى ميدان المنافس... وصحيح ايضا ان النتيجة تهم قبل الأداء.. لكن الثابت ان الانتصار الذي تحقق عن جدارة لا يجب ان يجر اللاعبين والاطار الفني وخاصة المسؤولين والجمهور الى تيار الغرور... فالماضي غرر بالنجم كثيرا وأغرقه في الأحلام ولما أفاق وجد نفسه يجري وراء الأوهام ويطارد السراب. جميل ان يطير هذا الفوز بالجميع لكن الأجمل ان لا يتجاوز حدود الموضوعية والأمل ان يكون فريق جوهرة الساحل قد فهم دروس الماضي ولو ان المؤشرات توحي بذلك فأجواء الرحلة ميزها الانضباط والتشكيلة غابت عنها النجومية والأداء ميزه التكامل والانضباط.
