تُواصل الكأس جولتها المُمتعة بين المُدن التونسية مُتحدّية قَساوة الظروف المُناخية والطّرقات المَحفورة بفعل غش المُقاولين وإهمال السياسيين المُنشغلين ب»حَرب الكَراسي» لا بهُموم الشعب الذي «يَموت» بَردا وقَهرا. * في بوسالم، تَعكس المسيرة الطويلة لإتحاد المكان «الصّبر الأيوبي» لكامل ولاية جندوبة حيث الخَيرات الفلاحية والمواهب الرياضية في كرة القدم واليد وحتّى السلة بما أن هذه البُقعة «المُهمّشة» في الخَريطة التونسية أهدتنا «العِملاق» صالح الماجري الذي بلغت شُهرته ملاعب الأمريكان. وقد يخفى على البعض أن إتحاد بوسالم ضارب في أعماق التاريخ حتى أنه ظهر إلى الوجود قبل عدة جمعيات كبيرة في الشَمال الغربي وفي البلاد عُموما. ولاشك في أن هذه العَراقة تَمنح بوسالم (أوسوق الخميس سابقا) الشَرعية التامّة للمُراهنة بقوة على لعب الأدوار المُتقدّمة في سباق الكأس المحلية التي ستضع مدرسة عبد الكريم العُوجي في إختبار عَسير ضدّ إتّحاد أجيم القادم من جزيرة الأحلام إلى الشمال الغربي من أجل تحقيق الإمتياز لا من باب الإستمتاع بمناظر الثُلوج. * في بنزرت، تبدو مُواجهة «القرش» و»الستاد» حديد في حديد خاصة في ظل التقاليد المعروفة لمدرستي بن دولات والمغيربي في البطولات والكؤوس. وسيكون من الجُنون التنبؤ بمصير هذا الصراع الساخن حتى وإن كان بين الحاضرين خَبير التكهنات وصَاحب «الكَرامات» عبد السلام السعيداني الذي كشف خلال الموسم الفارط هُويّة الفائز ب»الأميرة» قبل خوض «الفِينال». * في حمّام الأنف، يحلم الجمهور بأن يَنقشع الضَّباب عن جبل «بوقرنين» لتسترجع «الهَمهاما» الأفراح التي عاشتها في البطولة والكأس بفضل الأجيال المُتعاقبة من سعد كرموس إلى منير السهيلي وأنيس بن شويخة. طُموحات «الهَمهاما» تُواجه خَطر «القَوابسية» القادمين إلى الضاحية الجنوبية بقيادة مراد العقبي أملا في إنجاز «مَلحمة عظيمة» في سباق «الأميرة» التونسية تَماما كما حصل في 2015 حيث كانت «الستيدة» في طريقها إلى التَاج لولا صَافرة أمير لوصيف الذي «اغتال» الحُلم دون أن يَنال من عزائم المُحبين والمَسؤولين. * في سليمان «النَابليلة» أو أيضا «الأندلسية» حَضارات عَريقة وارتباطات وثيقة بالبَحر والكُرة التي تَصنع حَاليا فَرحة الأهالي السّعداء بمسيرة «المُستقبل» في الرابطة الثانية وأيضا في سباق الكأس التي تضع هذه المرّة فريق المكان في صِراع سَاخن مع إتحاد تطاوين الطّامع في تحقيق حَصاد وَفير بطولةً وكأساً. * في الرجيش، يُريد مُستقبل المكان مُواصلة الإبداع في الكأس تماما كما فعل في النسخة الماضية عندما رقص الفريق مع «الكِبار» وأمتع الأنصار الذين ينتظرون فرحة جديدة رغم صعوبة المَهمّة أمام المنستير الباحث في شاطىء الرجيش عن جُرعة مَعنوية قد تدعم انتفاضته في البطولة وهي أولوية الأولويات في عاصمة الرّباط. * في بن قردان، يَحلم الإتحايون بالذهاب بعيدا في سباق الكأس ويَستلهمون قُوتهم من «المَلحمتين» الشعبية والكُروية في 2016 و2017. وتبدو حظوظ المحليين وافرة للعُبور ما لم يُحدث هلال الشَابة المُفاجأة خاصّة في ظلّ الفترة الزاهية التي يَعرفها مُمثّل المَهدية في مُنافسات الكأس ومُواجهات الرّابطة الثانية. * في وادي اللّيل، تقاليد مشهورة في «التَكوير» ويَكفي التَذكير ب»السّوابق» المعروفة لمُستقبل المكان في زيارة رابطة «المُحترفين». ولاشك في أنّ الجمعية التي مَرّ منها عدة فنيين لامعين منهم عمّار السويح تملك «العَتاد» اللاّزم لمُواجهة الشبيبة بِنِديّة كبيرة وبمنأى عن الإنهزامية وهي أيضا من المُصطلحات المشطوبة بالأحمر في قيروان وادة والعبيدي وخواجة و»برقو»... * في قفصة، لم يُكتب للقَوافل حَجز مقعد في الأضواء بفعل شَطحات «الحكم الظّاهرة» الصّادق السَالمي. وقد كان السُّقوط مُوجعا لكنّه لم يُوقف نشاط الفُسفاط ولم يُحبط عَزائم الجمعية القادرة على صُنع الفرحة والفُرجة في لقاء الكأس أمام منزل بورقيبة الذي يملك عزيمة من فولاذ ومعها تاريخ مشهود في دُنيا الكُرة. * في حُومة السُوق، سيعيش أهالي الجزيرة على وقع مُواجهة مُثيرة بين الجمعية العَتيدة والمهدية الباحثة عن إسترجاع الأمجاد الغَابرة هذا طبعا إذا تمكّنت المكارم من إجتياز «البُرج الكبير» لجربة. * في قبلي الجُود والصّمود، يَنتظر أبناء الجهة في الداخل والخارج خَبرا سَارا بتوقيع فريق «الواحة» التي سَتُصبح حديث النَاس إذا نجحت في مُواصلة مسيرتها الوردية في الكأس وهي أيضا من الأهداف الكَبيرة للعَالية القادمة من أقصى الشَمال وفي البَال الرجوع بوثيقة الترشّح حتى لا يذهب تَعبها هباءً منثورا ولو أن أهل العَالية لن يُغادروا قبلي وإلاّ ومعهم باقة من الزهور وعرجون من أجود التمور عربون محبّة بين كافّة الجهات التونسية المُتلاحمة والمُتعارفة بفضل الكرة.. و»تَحيا الكأس» وتَحيا معها تُونس التَابعة للشعب لا تلك التي تعرّضت ل»السّطو» من طرف رجال السّياسة. البرنامج: كأس تونس (الدفعة الثانية من مُباريات الدور السادس عشر) (س13 و30 دق) في بوسالم : إتحاد بوسالم – إتحاد أجيم (الحكم أشرف الحركاتي) في قبلي: واحة قبلي – العالية الرياضية (الحكم ياسين سواكة) في وادي الليل: مستقبل وادي الليل – شبيبة القيروان (الحكم حسام بولعراس) في بن قردان: إتحاد بن قردان – هلال الشابة (الحكم محرز المالكي) في سليمان: مستقبل سليمان – إتحاد تطاوين (الحكم أمير لوصيف) في حمّام الأنف: نادي حمّام الأنف - الملعب القابسي (الحكم يسري بوعلي) في بنزرت: النادي البنزرتي – الملعب التونسي (الحكم هيثم القصعي) في حومة السوق: جمعية جربة – مكارم المهدية (الحكم علي الورهاني) في الرجيش: مستقبل الرجيش – الإتحاد المنستيري (الحكم أسامة بن اسحاق) في قفصة: قوافل قفصة – ملعب منزل بورقيبة (الحكم رشدي قزقز)
