ليال بيضاء، وساعات قليلة من النوم، ورعب من صوت سيول الأودية، هذا ما تعيشه عائلات تقطن على حافة الوديان بولاية الكاف، مع كل تقلبات جوية، خاصة أمام غياب حلول عاجلة من الدولة للمحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم. الكاف (الشروق) تضمّ ولاية الكاف عددا من الأودية الخطيرة، حولت حياة الأهالي الى كابوس، على غرار "وادي تاسة" الذي يشق مدينة السرس. ويهدد سكان حي الرياض والفراشيش"، الى جانب "وادي عمير" الذي أرعب متساكني قرية المرجى ومدرستها التي مع كل أمطار غزيرة تغرق في الأوحال ويعجز التلاميذ عن العودة الى منازلهم. ومن الوديان الأخرى، التي تعد نقاطا سوداء وتشق مناطق سكانية ببعض معتمديات ولاية الكاف هي وادي "الناعورة" و"وادي زنفور" "وادي القصور" و" حي الوادي "، تجعل العائلات القاطنة على ضفاف هذه الأودية تعيش فترات حالكة، وتجعل الأهالي يقومون بمراقبة ارتفاع منسوب المياه بالتناوب، والعمل على منع تسرب مياه السيول الى منازلهم. كما يشكل وادي الجريصة الذي يفصل المدينة إلى نصفين، خطرا يؤرق العائلات. ويصيبهم بالهلع مع ارتفاع منسوب مياهه. ورغم المخاطر التي تحدثها هذه الأودية الا أنه لم يتم التفكير في مخطط لمنع البناء بالقرب من هذه الوديان، ووضع استراتيجية لإنقاذ هذه العائلات. غياب مشاريع الحماية تنهد... وفكر قليلا، ثم قال، بنبرة تحسر،: "نحن مع كل أمطار غريزة تتجدد معاناتنا، لنلامس شبح الموت الذي يطاردنا بسبب فيضان الأودية" هذا ما أفاد به بلقاسم الحرباوي في تصريح ل"الشروق"، مضيفا أنه يقطن بحي الرياض المتاخم لوادي تاسة بالسرس، وأن ما يعمق معاناته هو عدم تفكير الجهات المعنية في بعث مشروع لحماية مدينة السرس من سيول الوادي. وتابع محدثنا قوله: "إن أشغال حماية المنطقة، لم تشمل كافة الأحياء والمساكن المهددة بالخطر. وإنه يجهل أسباب ذلك، مضيفا أن ارتفاع منسوب المياه بالوادي المذكور بلغ 15 مترا في المدة الأخيرة. وإن الأهالي عاشوا ليالي من الرعب. وإنهم كانوا يعتقدون أن حياتهم أصبحت معدودة. أما المواطن الهادي الجبالي فقد أفاد في تصريح ل"الشروق" بأن منزله أصبح مهددا بالسقوط، بسبب الخنادق، التي خلفتها مياه الفيضان، وتردي أشغال قنوات التطهير. ورغم بنائه جدارا بالحجارة والإسفلت، بصفة فردية لحماية منزله، فإن الخطر مازال يداهم عائلته. محدثنا تحدث بحرقة، قائلا:" عائلتي مع نزول الأمطار الغزيرة، تكون مهددة بسقوط المنزل من جهة وبسيول المياه من جهة أخرى. فنحن معاناتنا تتضاعف مع كل تقلبات جوية. الجهات المعنية... في سبات هذه العائلات القاطنة على ضفاف الأودية، وخوفا على أرواحهم، طالبوا في مناسبات عديدة، بتركيز شبكة من الجسور، وتهيئة المسالك الفلاحية، للحد من مخاطر الأودية، إلا أن الجهات المعنية مازالت في سبات عميق. واكتفت ببعث ساتر ترابي، يضمحل بمرور الوقت، لتغمر المياه الأراضي الفلاحية وتتلف محاصيل الخضر الفصلية والورقية. وهو ما تم تسجيله بجهتي السرس والدهماني أثناء الفيضانات الأخيرة. إذ تسبب فيضان وادي القصور في خسائر بشرية ومادية تمثلت في انقلاب شاحنة وهلاك صاحبيها، مع تسرب مياه الفيضان الى عدة مستودعات، وإتلاف حوالي 400 رأس من المواشي وغرق تجمعات سكنية، ببيت النجار وسيدي عسكر وإتلاف المؤونة وجميع التجهيزات المنزلية . ورغم هذه الخسائر، ومعاناة مئات العائلات، فإن البلديات المعنية ومصالح التجهيز لم تقدم أي برنامج أو مشروع لحماية السكان من الكوارث الطبيعية التي تتهدد حياتهم وممتلكاتهم. أرقام ودلالات 15 عدد الأودية الخطرة بالكاف 01 سد ملاق الذي يتهدد منطقتي جندوبة وبوسالم 30 ٪ هي نسبة السكان المهددين بمخاطر الأودية