انطلق المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين في انتاج عمله المسرحي الأول في ثلاث رؤى فنية يقدٌمها علي اليحياوي ونرجس بن عمٌار والمسرحي البينيني Migan Bordel. تونس «الشروق» اختار المسرحي علي اليحياوي مدير المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين أن تكون أولى أعمال المركز مخالفة للسائد في مستوى المقاربة والفضاء واختار أن يبدأ بعملين للكاتب والمسرحي الفرنسي برنار ماري كولتيس (19481989) الذي طرح في مسرحه سؤال الهويٌة وخاض تجارب مسرحية في افريقيا وامريكا اللاتينية وهو من الكتٌاب الذين لم يتعامل المسرح التونسي إلا نادرا مع نصوصهم وقد بدأ الكتابة والاخراج منذ سنة 1970 ومن أشهر أعماله « المرارات « عن مكسيم غوركي و»المسيرة» عن نشيد الإنشاد ومحاكمة مترنحة عن ديستوفسكي كما أسٌس فرقة مسرح الرصيف التي جاب بها عددا من الدول لعرض أعماله مثل عزلة حقول القطن ومعركة الزنجي والكلاب والرصيف الغربي وليلة قبيل الغابة واختار علي اليحياوي تقديم ليلة قبل الغابة تمثيل عبدالمنعم شويات واخراج نرجس بن عمٌار وفي عزلة حقول القطن اقتباس الأسعد بن حسين تمثيل علي بن سعيد ومحمد شعبان واخراج علي اليحياوي. أما الرؤية الثالثة فسيقدمها المسرحي البنيني باللغة الفرنسية Migan Bardol وهذه الأعمال الثلاثة من انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية بتطاوين والمسرح الوطني. احتفالية هذه الأعمال الثلاثة ستعرض في مدينة تطاوين في إطار احتفالية مسرحية يومي 15 و16 مارس ويوم 29 مارس في العاصمة وستكون هذه العروض الثلاثة في فضاءات غير تقليدية وهي التيمة المسرحية التي عمل ماري كولتيس على ابرازها. ووجدت هذه التجربة حماسا من فاضل الجعايبي مدير المسرح الوطني خاصة أمام محدودية ميزانية المركز الوطني بتطاوين وقد تم اختيار نصوص كولتيس التي طرح من خلالها قضايا الانسان المعاصر مثل العزلة وسؤال الهويٌة كما أن نصوص كولتيس طافحة بالشعرية ونجحت في إثارة قضايا الانسان المعاصر الذي يعاني من العزلة وصراع الهويات والحروب المسلٌحة والرمزية أيضا. وهكذا يكون المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين دخل المشهد المسرحي بثلاثة أعمال مسرحية دفعة واحدة في منطقة عانت طويلا من التهميش الثقافي رغم مخزونها الكبير.