"فن الرواية" كتاب جديد للروائي والناقد كمال الرياحي يصدر في طبعته العربية والتونسية عن دار سوتيميديا في حوالي 300 صفحة تزامنا مع طبعته الخاصة بالجزائر عن دار الجزائر تقرأ. تونس الشروق: الإصدار الجديد للروائي كمال الرياحي، هو الكتاب النقدي الثالث في مسيرته بعد كتاب "الكتابة الروائية عند واسيني الأعرج"، وكتاب"حركة السرد الروائي ومناخاته"، وعنه قال مدير بيت الرواية: "هو كتاب ينشغل بالفن الروائي عبر محطات مختلفة ومقاربات عديدة يطرح فيها أسئلة راهنة لهذا الفن، ويقدم مراجعات للعشرات من الروايات التونسية والعربية والأجنبية، إلى جانب قسم خاص يعتني ببورتريهات روائيين من العالم". وأبرز كمال الرياحي في حديثه عن مؤلفه الجديد ل"الشروق"، أن "فن الرواية"، ينطلق من مقولات كبار الروائيين وهم "كولن ولسن" و"ميلان كونديرا" و"بول أوستر" و"ساراماجو"، الذين حاولوا تعريف الرواية على أنها واحدة من أكبر التعويضات الممكنة التي ابتكرها الانسان، وعلى أنها عالم النسبية الذي لا يتحمل الحقد وكذلك كونها،حاجة ضرورية للانسان كالطعام والهواء والماء، وهي في النهاية جاءت لتهتم بالمهمشين والناس الذين جاؤوا إلى العالم في الظلام. وانطلاقا من هذه الأفكار وهذه التعريفات للرواية، يقول محدثنا: "يمضي الناقد في تحليل هذا الفن وطرح ما يؤمن نجاحه وما يتهدّده اليوم، من رقابة وفساد واستسهال وتثكين وتسطيح وأدلجة، كما يسلط الكتاب الضوء على جماليات الكتابة الروائية ويفتح نوافذ هذا الجنس على عوالم أخرى غير أدبية ربط معها علاقات فنية كالرياضة والملاكمة والملاعب"... ولأن الكتاب الجديد لكمال الرياحي، نقدي، فقد اهتم الناقد بمدونة روائية عربية كبيرة منها أعمال توفيق بن بريك وعلي مصباح وحسين الواد وحسونة المصباحي وواسيني الأعرج ومحمود عبد الغني وأشرف عشماوي وأحمد مراد ورياض معسعس وشوقي البرنوصي وشكري المبخوت وأحمد سعداوي ورشيد الضعيف ووحيد الطويلة وعلي بدر وخالد خليفة وربيع جابر وغيرهم من الروائيين العرب. كما أفرد صاحب "بيت الخيال"، قسما كبيرا للروائيين الأجانب مثل "تشالزبوكوفسكي" و"باتريك موديانو" و"ايتماتوف" و"جريجوار بوييه" و"جوجي أمادو"و"بدرو ميرال" و"بول أوستر" و"هاركوي موراكامي" و"ديفيد فوستر" و"الاس"و"هنري جيمس" وغيرهم... وأكد محدثنا، أن مؤلفه النقدي الثالث، يأتي كتتويج لعمل الناقد في تقديم ومراجعة الكتب في المنابر الاعلامية العالمية المختصة، لذلك هو كتاب يتوجه لجمهور القراء عامة في لغة بسيطة وسلسة دون تعقيد وهو بمثابة الدليل للقراءة، يذكرنا – والقول للرياحي - بكتاب ألبارتو مانغويل "فن القراءة" وكتابه "يوميات القراءة"، وهو من جهة أخرى،مثال حي للكاتب المختص في مراجعات الكتب وهي مهنة غائبة في الإعلام التونسي أو يقع استسهالها، وبالتالي الكتاب يعكس ثقافة الناقد وحركية الصحفي ومتابعته لكل ما يحدث في عالم هذا الفن الكبير الذي يسمى "رواية"، على حد قوله.