تَزوّد الإفريقي والترجي بخبرتهما القَارية الواسعة وطارا نحو الكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا بحثا عن صَيد ثمين يُساعدهما على كَسب الرهان في رابطة الأبطال. «الغَزوة» الإفريقية لقُطبي العَاصمة تبدو ملغومة في ظلّ التقاليد المعروفة ل «مازمبي» و»السَوابق» المشهورة ل «أورلاندو بيراتس». لكن هذا لن يَمنع أبناء الليلي والشعباني من اصطياد «الغِربان» والقبض على «القراصنة» في عقر دارهم وأمام جَماهيرهم. * في الكونغو الديمقراطية (أوالزايير سَابقا)، يَعرف القاصي والداني أن الوافد إلى ملعب «لوبومباشي» «مفقود» والخَارج منه «مولود» بحكم القوّة الكبيرة التي إكتسبها «مازمبي» في العشرية الأخيرة بتخطيط من القائد المُثير للجدل «كَاتومبي» صانع أمجاد «الغِربان» على الساحتين القارية وحتّى العالمية. ولا اختلاف في أن «مَازمبي» يُصنّف ضمن «القُوى العُظمى» في خريطة الكرة الإفريقية لكن ذلك لا يَعني مُطلقا أنه يتمتّع ب»حصانة دائمة» بل أنه يتلقّى من حين إلى آخر ضَربات مُوجعة وصَدمات مُؤلمة كما حصل في الجولة الفارطة عندما سقط الفريق بثلاثية كاملة على يد قسنطينة الجزائرية. ومن الواضح أن الفريق الكونغولي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس لعدّة أعوام فقد نُفوذه المعهود وصِيته المشهود خاصّة بعد «ابتعاد» رئيسه ومُموّله «كاتومبي» لتورّطه في اللّعبة السياسية بكلّ ما فيها من تَجاذبات وصِراعات كتلك التي تُمارسها «جَماعتنا» بإسم الوَطنية والديمقراطية. والمُهمّ أن «مَازمبي» لم يَعد ذلك الفريق الذي يُرهبُ الناس ويُرعبُ «كِبار القارة» السّمراء ولاشك في أن نادي «باب الجديد» يَملك كلّ المؤهلات التاريخية والفنية لترويض «الغربان» الكونغولية والعَودة إلى تونس بإنتصار بَاهر أوتعادل ثمين من شأنه أن يَفتح ل»الغَالية» أبواب الترشّح ويَطرد سُوء الطّالع بما أن فريق اللّيلي كان قد أبدع في مصر واقتلع فوزا رائعا على «الدراويش» غير أن الكنفدرالية الإفريقية أقصت الإسماعيلي من السباق لتَحرمَ الإفريقي من هذا المَكسب وتُعيده إلى نقطة الصّفر تماما مِثل «مَازمبي» الذي لم يَفرح أيضا بإنتصاره على الأشقاء. الإفريقي يَدخل مَعقل «مَازمبي» بأمجاد التِسعينيات وبعزيمة الرّجال الذين قَهروا الصِّعاب في «أمّ درمان» والإسماعيلية وأكدوا للجميع أن «مَصائب الدنيا» بأكملها لن تَقدر على النَيل من عَزيمة الإفريقي المُتألّق في الكأس ورابطة الأبطال رغم العُقوبات الدولية والتَهديدات اليومية التي تعيشها الجمعية بفعل «التَركة الثَقيلة» لسليم الرياحي الذي كان يَلعب بالمليارات لكنّه لم يُحسن إستثمارها لتحقيق الإنجازات كما فعل «كَاتومبي» والأدهى والأمر أنه «أهدى» الجمعية التي صنعت «نُجوميته» دُيونا تَنُوء عن حَملها الجِبال. * في جُنوب إفريقيا، لم يَقطع الترجي آلاف الكِيلومترات ليستكشف نِضالات «مَانديلا» أوليستذكر إبداعات زملاء الواعر وبالرّخيصة في «كَان» 96، وإنّما قَصد فريق الشَعباني «جُوهانسبورغ» ليفكّ الشَّراكة مع «أورلاندو بيراتس» ويَنفرد بالصّدارة. وسيكون امتحان «القَراصنة» أحد أصعب الإختبارات في المُغامرة الإفريقية للترجي الذي أصبح على قَناعة تامّة بأن «أورلاندو» هو الخَصم الأشرس والأقوى في هذه المَجموعة التي تَضمّ مُنافسين آخرين لكنّهما أقل بَأسا وحظّا والكلام عن الغِينية «حُوريا» والزمبابوي «بلاتينيوم». ومن المُؤكد أنّ النَجاح في القَبض على «قراصنة» جنوب إفريقيا من شأنه أن يُعزّز منسوب الأمان في صفوف الجماهير الصّفراء والحمراء «الغَارقة» في أفراح المائوية والحَالمة في الوقت نفسه بنجاح الفريق في تكريس سياسة «التَغوّل» في البطولة المحلية وبصفة خاصّة في سِباق رابطة الأبطال الإفريقية التي يريد شيخ الأندية التونسية تَرويضها للمرّة الثانية على التَوالي وهو تَحدّ جديد ومَكسب كبير يُراود العائلة الترجية التي تدرك في قرارة نفسها بأن فريق الشعباني حقّق المُهمّ في المُسابقات الداخلية والمنافسات القارية لكن تَنقصه أشياء وأشياء للبَقاء في القِمّة. البرنامج رابطة أبطال إفريقيا (الجولة الثالثة من دور المجموعات) في الكونغو الديمقراطية (س14): مازمبي - النادي الإفريقي (الحكم الجنوب - إفريقي فيكتور غوماز) في جنوب إفريقيا (س14): أورلاندو بيراتس - الترجي الرياضي (الحكم الأثيوبي باملاك تيسيما) ترتيب المجموعة (3) 1) النادي الرياضي القسنطيني 6 2) النادي الإفريقي 0 -) مازمبي الكونغولي 0 4) الإسماعيلي المصري 0 (وقع استبعاده) ترتيب المجموعة (2) 1) الترجي الرياضي 4 -) أورلاندو بيراتس الجنوب - إفريقي 4 3) حوريا الغيني 1 4) بلاتينيوم الزمبابوي 1