تقع دوز في الجنوب الغربي من تونس وتبعد عن العاصمة تونس بما لا يقل عن 500 كم، هي منطقة صحراوية بامتياز، حيث تعد آخر نقطة عمرانية من الجهة الجنوبية الغربية، تبعد عن مدينة وادي سوف بحوالي 250 كم وتحدها غربا مدينة توزر من الجنوب الشرقي. يؤكد البعض على أن اسم دوز من أصل بربري، في حين يقول البعض إنه روماني. والمهم أن دوز هي بوابة الصحراء الكبرى مرَّ منها الرحالة والغزاة والفاتحون. فهذه المدينة التي يعود تأسيسها إلى عشرات القرون، عرفت ثقافات متعاقبة، لكن السمة الأساسية التي طبعتها هي الثقافة العربية الإسلامية حيث تطورت حياة قبائل المرازيق فبعد أن كانوا من البدو الرحل يعيشون على الصيد وتربية المواشي، أصبحوا اليوم يعتمدون على ثلاثة مصادر أساسية، الهجرة نحو أوروبا، الوظيفة العمومية، السياحة والفلاحة. ودوز معروفة بالسياحة الصحراوية، وهي سياحة شتوية، تفطّن أهلها لقيمتها فطوّعوا الطبيعة واستغلوا عناصرها، الجمال والرمال والواحات في مداخيل سياحية كبيرة، جلبت لهم الخير والسعادة. كما تعيش مدينة دوز من الفلاحة وتربية الأغنام. غير أن العشريات الأخيرة شهدت تطور السياحة الصحراوية بهذه المدينة، فتطورت البنية التحتية وتنوع المنتوج السياحي المحلي، وهو ما خلق حركية اقتصادية متنامية ساعدت على تحسن الوضع الاجتماعي العام لسكان المنطقة. أما من الناحية الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، فان المرازيق مازالوا متمسكين بالروابط العائلية التي ماتزال مقدسة لديهم، قوامها التضامن والتآزر والوحدة، وهو ما حد من انتشار الجريمة والآفات الاجتماعية وأبقى على طابع المنطقة المحافظ رغم التوافد الأجنبي عليها طوال السنة كثيرة هي تلك المناطق السياحية الجذابة بمدينة دوز، أهمها ساحة حنيش، وهي الميدان الفسيح الذي تقام فيه كل فعاليات المهرجان. كما توجد مناطق أخرى، على غرار سوق الصناعات التقليدية الكائن بوسط المدينة، الى جانب معلمين هامين، ويتعلق الأمر بمقام الشيخ حمد غوث ومقام الشيخ المحجوب، وقصر غيلان، هذه المعالم السياحية الأخاذة رافقتها بالتوازي مرافق استقبال في المستوى من فنادق ومركبات.. وقد نجح مؤسسو مهرجان دوز للصحراء في التعريف بمنطقتهم وصحرائهم من خلال هذا المهرجان السنوي، لما فيه من مادة دسمة تقدم فيه كل العروض التي تلخص الموروث الثقافي والاجتماعي لدوز، إضافة إلى منافسات وعكاظيات شعرية. وتعرف دوز بتشبثها بالتراث العربي الإسلامي كما تعرف بالشعر الشعبي،. أصبحت دوز منذ زمن بعيد نموذجا لثقافة الصحراء وإيقاعاتها، فاختارها كبار السينمائيين في العالم لتصوير أفلامهم. وقد ساهم المهرجان الدولي للصحراء في نشر صورة المدينة في المشهد الثقافي والسياحي في العالم، بفضل العناية الفائقة التي يلقاها هذا المهرجان من قبل الهيئات الرسمية، والتدفق الإعلامي الكبير من كل أنحاء العالم، مما زاده تأصيلا وشهرة.