مني النادي الإفريقي يوم أمس بأعرض هزيمة في تاريخه حيث تلقت شباكه ثمانية أهداف كاملة عندما نزل الفريق ضيفا على مازيمبي الكونغولي في إطار الجولة الثالثة من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا. نادي باب الجديد كان «تعيسا» وتكبد هزيمة ستظل محفورة في الذاكرة و عطفا على سمعة النادي وأمجاده فالحصيلة لا يمكن بالمرة أن يقع هضمها أو محوها لعقود طويلة. وقع الهزيمة كان كبيرا وترك مرارة كبيرة لدى كل الأفارقة وأيضا للشارع الرياضي . خارج الموضوع بخلاف تنقل الإسماعيلية حملت بداية المباراة مؤشرات واضحة على أن النادي الإفريقي ليس في أفضل حالاته ففي مواجهة الفريق المصري اختار الأفارقة أن يهاجموا وأن يطاردوا الفوز فكانوا أكثر جرأة وحتى مع هدف السبق الذي جاء ضد مجرى اللعب فإن الفريق عرف كيف يعود في اللقاء ويفتك فوزه. سيناريو لم يحضر يوم أمس بما أن التسيّد كان بالطول والعرض لمازيمبي الكونغولي الذي لم يبذل جهدا كبيرا في تهديد مرمى الحارس سيف الشرفي بل أن كل الطرق كانت معبدة أمامه لهز الشباك في مناسبات عديدة. مؤشر وهدف جاء التهديف الأول لمازيمبي الكونغولي مع الدقيقة الخامسة عبر لاعب الخبرة تريزور مبوتو الذي استغل غياب «الشراسة» لدى لاعبي وسط ميدان الإفريقي ليصوب كرة أعادها الشرفي بقضبة يديه. عملية فتحت مرمى الشرفي بعد خمس دقائق فقط حيث نفذ مبوتو ركنية في القائم الثاني نحو المدافع المحوري مونديكو الذي وجد نفسه دون رقابة ليصعد ويصوب رأسية عجز حارس الإفريقي عن ردّها. رد مخادع بتسجيل الفريق الكونغولي لهدف السبق ظن الجميع أن أبناء شهاب الليلي سيتحرّرون من الضغط خصوصا أن ما كانوا يخشونه قد حصل بافتتاح مازيمبي للنتيجة. وفعلا أتيحت بعض المؤشرات عن عودة زملاء العيفة في اللقاء بعد تصويبة أولى من أسامة الدراجي في الدقيقة 16 مرت جانبية ثم فرصة هدف محقق في الدقيقة 19 عندما نفذ المنوبي الحداد ركنية في القائم الثاني حولها الجزيري برأسه نحو العيفة الذي صوب بقوة لكن الحارس الكونغولي كان جاهزا للتصدي. محاولتان خفت بعدهما بريق الأحمر والأبيض ليفسح المجال أمام هيمنة كونغولية وسلسة من الأهداف التي انتهت بشوط كارثي أداء ونتيجة. ثنائية منطقية مع حلول الدقيقة 23 قاد تريزور مبوتو هجوما معاكسا من وسط الميدان ليجد نفسه طليقا قبل أن يمهد إلى زميله ميتشي ميكا ليرفع الحصيلة إلى هدفين مقابل صفر. هدف ثان أربك الأفارقة ومنح «الغربان» الكونغولية أجنحة لمزيد التحليق في دفاعات الأحمر والأبيض فيما كاد راينفورد كالابا بتصويبة قوية أن يثلث النتيجة اثر تبادل سريع للكرة في وسط الميدان لكن تسديدته مرت عالية. نهاية شوط كارثية كانت الدقائق الثمانية الأخير من الشوط الأول كارثية للغاية في ظل وسط ميدان مهزوز ودفاع يعاني والبداية كانت من عملية تثليث النتيجة عبر جاكسون موليكا في الدقيقة 37 بعد ارتباك دفاعي كبير. هدف تلاه آخر رابع بعد دقيقتين اثر تنفيذ محكم لمخالفة من أوشايا وتصد من الشرفي لكن في غياب التغطية تابع المدافع كيفن مونديكو الكرة ليضعها في الشباك أمام بهتة دفاعية من العيفة. نهاية الشوط عرفت بعض المحاولات التهديفية الأخرى من قبل مازيمبي الكونغولي وخاصة عبر كالابا الذي صوب في مناسبتين خارج المرمى. بداية مماثلة بداية الشوط الثاني كانت مماثلة للفترة.. انكماش دفاعي من الإفريقي وحركية هجومية كونغولية.. أما أول محاولة جدية في هذا الشوط فقد جاءت عبر كالابا في الدقيقة 50 الذي استغل غياب الضغط على حامل الكرة ليصوب بقوة قبل أن يتدخل الشرفي ليحوّل تسديدته إلى الركنية. وعاد نفس اللاعب بعد دقيقة فقط ليطرق شباك الشرفي لكن كرته اليسارية مرت جانبية رغم موقعه المناسب. وفي الدقيقة الموالية تلاعب تريزور مبوتو بغازي العيادي قبل أن يباغت الشرفي بتصويبة صاروخية نابت عنه العارضة في إرجاعها. المحاولات استمرت حيث لم ييأس الفريق الكونغولي من إضافة أهداف أخرى حيث انفرد كالابا في الدقيقة 57 بالشرفي ليصوب كرة أحسن حارس الإفريقي التصدي قبل ان يتدخل الدفاع ليحولها إلى التماس. العرض مستمر ومع انقضاء ربع الساعة الأول من هذه الفترة تمكن الإفريقي من التسجيل لكن الحكم الجنوب إفريقي ألغاه بداعي وجود مخالفة من الجزيري على دفاع مازيمبي. هدف ملغى قابله هدف خامس في الدقيقة 61 حيث تلاعب الظهير الأيمن مبيكو بدفاع الإفريقي قبل أن يمهد لزميله موليكا الذي راوغ الشرفي مسجلا ثنائيته الشخصية والخامس لفريقه. وفي ظل النزهة الدفاعية التي وجدها الفريق الكونغولي كان من السهل أن يضيف أهدافا أخرى فكان السادس من القيدوم مبوتو اثر توزيعة متقنة من موليكا في الدقيقة 76. السابع لم يتأخّر كثيرا بما أنه جاء بعد ثلاث دقائق فقط حيث تمكن البديل ميشاك اليا من «تسبيع» النتيجة عبر تصويبة قوية على يسار الشرفي. المهرجان التهديفي تواصل عبر مبوتو الذي استغل سقوط الظهير الأيمن يوسف العياشي ليباغت الشرفي ويمضي على ثامن الأهداف في الدقيقة 83. هدف ثامن كان يمكن أن تتلوه أهداف أخرى لكن من حسن حظ الإفريقي أن المباراة لم يتبق من عمرها من الكثير ليعلن الحكم الجنوب إفريقي عن نهاية بهزيمة تاريخية النادي الإفريقي: سيف الشرفي – حمزة العقربي (يوسف العياشي) – شهاب الصالحي – بلال العيفة – فخر الدين الجزيري – سند الخميسي (زهير الذوادي) – غازي العيادي – أسامة الدراجي – وسام يحيى – المنوبي الحداد وياسين الشماخي (ديريك ساسراكو)
