سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أشكال السرطان شيوعا لدى الرجال وهو السبب السادس للوفاة المرتبطة بالسرطان في الدول المتقدمة. العلاجات الأكثر شيوعا هي الجراحة والعلاج الهرموني والعلاج الإشعاعي أو الكيميائي لكنها غالبا ما تكون مصحوبة بأعراض جانبية كبيرة. لماذا يختلف سرطان البروستاتا عن غيره؟ لأنه يحتوي على خمس خصائص، مجتمعة. يتطور ببطء أول خصائصه هو بطء تطوره. تتكاثر الخلية السرطانية فمن خليتين، ثم أربعة، ثم ثمانية... وتحدث هذه العملية حوالي أربعين مرة للوصول إلى المرحلة التي تتدهور فيها وظائف الجسم الطبيعية بشكل لا رجعة فيه. أطلق على سرطان البروستاتا اسم «السلاحف السرطانية» بسبب الانقسامات البطيئة للخلايا. بالنسبة لمعظم أنواع السرطان الأخرى، يتم قياس الوقت المضاعف (أي الفترة الزمانية لتضاعف عدد الخلايا السرطانية) في غضون أسابيع. أما بالنسبة للبروستاتا فهو يقدّر بشهور أو سنوات. ينتشر بطريقة محدودة ميزته الثانية تتمثل في طريقة انتشاره. لا يمكن تشبيهه بأنواع أخرى مثل سرطان الرئة أو سرطان القولون، على سبيل المثال التي تنتشر بشكل عشوائي في الأجهزة الحيوية مثل الدماغ والرئتين والكبد. لأسباب لا تزال غير واضحة يتم العثور على الأورام الثانوية لسرطان البروستاتا بشكل شبه حصري في العقد الليمفاوية ونخاع العظم - المناطق الأكثر تسامحا لوجود النقائل. من السهل تشخيصه ميزته الثالثة هي سهولة التشخيص المبكر. بما أن غدة البروستاتا ليست أكبر من الجوز فإن حجمها الصغير يسمح بأخذ عينات دقيقة من الخزعة biopsie. يصعب التغافل عن السرطان حتى لو كان صغيرا. فالخزعة فعالة لدرجة أن المشكلة الحقيقية هي الإفراط في التشخيص. لتشخيص المرض وإضافة إلى الاختبار في الدم من الضروري أيضا إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا. إذا كانت مستويات الدم من PSA تبدو مرتفعة للغاية (وهذا لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان) فهذا مؤشر جيد لفحص المستقيم الرقمي Toucher rectal. لديه اختبار فحص PSA ولكن ارتفاع هذا العامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان لأنه يدلّ على الالتهاب وهناك خطر التشخيص المبالغ فيه وقد تفطّن لذلك العديد من المختصين. الجانب الرابع الإيجابي هو الكشف المبكر من خلال اختبار PSA (مستضد البروستات النوعي). اكتشف هذا الإختبارفي اليابان في عام 1971 وتم قياس هذه العلامة من نسيج البروستات في البلدان الغربية منذ عام 1987. اليوم هناك اختبار إضافي وهو مع PCA 3. يتم قياس حمض الريبونوكليز (RNA) الذي تفرزه الخلايا السرطانية في البول بعد التدليك اليدوي للبروستاتا. وفقا للدراسات، فإن كمية PCA 3 تزيد في البول بما يتناسب مع حجم وسرطان البروستاتا الخبيثة على عكس مستوى PSA الذي لا يرتبط بالضرورة بحجم الغدة.