توصل فريق من خيرة اطباء مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة ونحو 16طبيبا مختصا في جراحة الصدر بالبلاد من انجاز جراحة بالمنظار بثقب واحد والاستفادة من هذا التطور الطبي في مجال التدخل الجراحي لاستئصال الورم الخبيث من الرئة والصدر وذلك بمساعدة جراح عالمي في المجال. تونس (الشروق): «الشروق» التقت بأستاذ جراحة الصدر ورئيس قسم جراحة الصدر والقلب والشرايين بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة عادل المرغلي الذي تحدث عن هذه التجربة وسبل تطويرها في تونس وعن الحلول المتاحة للشفاء من السرطان الذي يعد من امراض العصر وذلك عبر الجراحة بفضل الكشف المبكر الذي يرفع من امل النجاة من المرض. وقد ذكر في البداية ان اختصاص الجراحة الصدرية غير معروف في تونس اذ كثيرا ما يتم الخلط بينه وبين جراحة القلب والشرايين واضاف ان هذا الاختصاص موجود في تونس منذ 30سنة وقد شهد تطورا ملحوظا باعتبار انها جراحة تشمل الصدر والقفص الصدري وهي امراض منتشرة موضحا ان قسمه يجري 70بالمائة من العمليات الجراحة على الصدر و30بالمائة جراحة قلب وشرايين وأوعية دموية. واعتبر الاستاذ المرغلي ان الاورام الصدرية تعد المسؤول الاول عن وفيات الرجال في تونس بسبب انتشار التدخين والفئة العمرية المستهدفة من هذا المرض هي التي تتراوح اعمارهم بين 55 و65سنة ومن المنتظر ان تشهد السنوات العشر القادمة ارتفاعا في عدد الاصابات بأمراض السرطان وخاصة منها سرطان الرئة وذلك بسبب تحول التركيبة الديموغرافية بتونس وانتشار التدخين واضاف ان نسبة التداوي من هذه الامراض تصل الى 10بالمائة والسبب ان 90بالمائة المتبقية لا يتفطّنون لوجود هذا المرض مما يعطي فكرة على اهمية الاستكشاف المبكر في العلاج. وفي خصوص عدد العمليات الجراحية التي يتم اجراؤها في مجال الاورام الصدرية بالمستشفى المرجعي عبد الرحمان مامي بأريانة اعتبر انها في حدود 120الى 150عملية سنويا اما عمليات الكشف والتشخيص والجراحة والاستئصال فهي في حدود 250 الى 300 سنويا في نفس القسم. وفي خصوص الانجاز الطبي الجديد فان الجراحة كانت في السابق تتم عبر احداث جرح كبير يتراوح بين 18و24صم لكن مع انطلاق الجراحة بالمنظار منذ سنة 2000 تراجع طول الجرح الى 5صم مع اعتماد ثقوب من 2الى خمسة ثقوب ويتمثل الانجاز الطبي في الجراحة عبر احداث ثقب وحيد بطول يتراوح من 3الى 5صم بفضل المنظار ومكملات حديثة اخرى وهو ما من شأنه ان يمكّن المريض من تفادي الاعراض الجانبية التي قد تحدث اثر العملية وسرعة التعافي واقل آلام بالإضافة الى الجانب الجمالي. واضاف الدكتور ان هذه الجراحة تتطلب معدات خاصة وقد وعد وزير الصحة بتوفيرها للمستشفى قريبا حتى يتم استخدام هذه التقنية المتطورة والتي من شأنها ان تنقذ أرواح عديد المرضى وتخفف آلامهم. وبمجرد ان توفر سلطة الإشراف هذه الاجهزة التي يحتاجها مريض ورم السرطان سينطلق العمل بالتقنية الجديدة وذلك بفضل توفر الكفاءات الطبية وشبه الطبية لضمان عمليات جراحة اورام الصدر علما وان 60بالمائة من هذه الجراحة تتم بالمنظار. من جهة أخرى دعا رئيس قسم جراحة الصدر والقلب والشرايين بمستشفى عبد الرحمان مامي للأمراض الصدرية بأريانة كل المدخنين الى ضرورة القيام بعملية التشخيص المبكر للحد من تطور المرض وتعزيز حظوظ المريض في الشفاء واعتبر ان التدخل الجراحي الطريقة الوحيدة للتداوي في حال تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة واضاف ان تونس متقدمة في هذا المجال.