يصعب حاليا بتونس التدخّل الجراحي لفائدة ما يناهز ال 120 حالة بسبب دقّة العمليّة الجراحية وندرتها خاصة في ميدان جراحة القلب والمخ رغم المكانة الكبيرة للجراحة في تونس التي تضاهي البلدان المتقدّمة. ويجد المختصّون التونسيون صعوبة في اجراء بعض العمليّات النادرة والتي تصعب حتى على بعض البلدان المتقدّمة فتحيلها الى بلدان أخرى وذلك بسبب عدم توفّر مراكز خاصة لمثل هذه الحالات القليلة. ولمزيد الاستفسار حول وضعيّة الجراحة في تونس واكبت «الشروق» المؤتمر ال 25 الذي نظّمته الجمعية التونسية للجراحة بالتعاون مع الجمعية المغاربية للجراحة أمس. وأفاد الدكتور زبيّر بن صفطة كاتب عام الجمعية التونسية أن هناك 14 مركزا جامعيا للجراحة في تونس الى جانب المراكز الصحية التابعة للمؤسسات الاستشفائية. وأضاف أن تونس تحتلّ مكانة مشرّفة في عديد أنواع الجراحة لا سيّما منها جراحة البطن والأحشاء. واعتبارا لتجربته كرئيس قسم الجراحة بمستشفى الرابطة قال: «تمّ خلال سنة 2003 اجراء 2800 عمليّة جراحية بالمركزين التابعين للمستشفى ونفس العدد تقريبا بمستشفى شارل نيكول». وأضاف أن معدّل انتظار العمليّات غير الاستعجالية بالمستشفى يتراوح بين 3 و4 أشهر وذلك بسبب الاكتظاظ وكثرة الإقبال على العاصمة رغم أن هناك عديد المستشفيات الجهويّة التي تتوفّر فيها تجهيزات حديثة كما تتمتّع بمساعدة قوافل صحيّة لهدف تقديم أفضل الخدمات. وحول جديد البحوث والدراسات التي تمّت في ميدان الجراحة قال: «قمت بمشاركة 14 جرّاحا ممثّلا عن 14 مركزا يبحث حول أصعب العمليات الجراحية، التي تجرى على بطن المريض وتستوجب التدخّل عن طريق البطن والصدر والرقبة نظرا لتواجد الورم بنهاية البلعوم وأول المعدة. وتناول البحث عيّنة ب109 مرضى لهدف الوصول الى أنجع طريقة للعلاج وسيقع تقديم نتائج هذا البحث قريبا. وخلال المؤتمر سيتمّ أيضا تناول مواضيع أخرى كعلاج ورم المبيض الذي يستوجب علاجا طويلا وصبرا من قبل المريض والطبيب معا. كما تتطلّب مراحل العلاج أكثر من عمليّة اضافة الى العلاج الكيمياوي. وسيتناول الأطباء أيضا عمليات الفتق وسرطان القولون وعلاج أمراض ضعف الدم عن طريق الجراحة كالانسداد في شريان الكلى أو ورم فوق الكلية. تحدّث الدكتور طاهر بن سليمان نائب رئيس الجمعية التونسية للجراحة عن المؤتمر الذي يتوزّع على محاور والمتمثّلة في ارتفاع ضغط الدم وعلاقته بجراحة الكلى والجراحة العامة، الى جانب سرطان المعدة ويهمّ جراحة المعدة والجهاز الهضمي بصورة عامة وسرطان البويضات عند المرأة وجراحة الفتق اضافة الى مواضيع أخرى مختلفة. وسيتمّ خلال المؤتمر عرض 46 مداخلة و13 فيلما وتوزيع 135 معلّقة. وحول تقييمه للجراحة في تونس ذكر أن المستوى مشرّف لكنّنا في حاجة الى مزيد العمل لاستغلال ما لدينا من قدرات في الميدان. وأضاف أن جراحة الأعضاء مازالت تحتاج الى مزيد الدعم لأنها مرتبطة بالرغبة في التبرّع أولا وقبل كل شيء.