تطورات خطيرة، تشهدها قضية المدرسة القرآنية بالرقاب، ليتم أمس إصدار بطاقات إيداع بالسجن، وتعرض طفلة تبلغ من العمر 16 عاما الى الاغتصاب من طرف المشرف على المدرسة، أثناء معالجتها، بما يعرف ب«الرقية الشرعية». سيدي بوزيد (الشروق): اصدر امس قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد بطاقة ايداع بالسجن في حق المشرف على المدرسة القرآنية بالرقاب، وذلك من أجل تهم اغتصاب قاصر دون رضاها سنها دون 16 عاما، واثبتت التحقيقات الاولية ان والي الطفلة احضرها الى المدرسة من اجل الرقية الشرعية، الا ان المشرف على المدرسة قام باغتصابها حسب نتائج التحقيقات التي مازالت متواصلة. كما اصدر قاضي التحقيق بطاقتي ايداع بالسجن في حق عاملين، بالمدرسة من أجل تهم الاتجار بالبشر، يضاف الى المشرف على المدرسة الزواج على خلاف الصيغ القانونية والانتماء الى تنظيم ارهابي. وقد افاد مصدر امني ان من بعض اولياء الاطفال ينتمي الى ما يعرف بجماعة الدعوة والتبليغ، وان التحقيقات جارية، للكشف عن ملابسات القضية، ليتحمل كل طرف مسؤوليته. مدرسة قرآنية، على الطريق الرابطة بين مدينتي الرقاب والمكناسي بولاية سيدي بوزيد تثير الجدل، وتفجر تطورات خطيرة، منها شبهة تعرض بعض الاطفال الى اعتداءات جنسية... بداية المسألة، انطلقت اثر تحقيق تلفزي لبرنامج الحقائق الاربعة الذي تبثه قناة الحوار التونسي، الذي كشف بان اعمال التي تقوم بها المدرسة القرآنية مثير للريبة والشبهة، وهذه المدرسة تأوي اطفال من اعمار مختلفة، ومن ولايات مختلفة كذلك، بموافقة أوليائهم، لتنطلق اثر ذلك الابحاث الامنية والتحقيقات القضائية التي اذنت بعرض الاطفال على الفحص الطبي. تطورات خطيرة يشهدها هذا الملف من ذلك ان المشرف على المدرسة تلاحقه شبهات بانه من حاملي الافكار الدينية المتشددة وانه متزوج على خلاف الصيغ القانونية (متزوج عرفي) الى جانب انه مشتبه به في تهم ذات صبغة ارهابية، وكل هذه المعطيات محل تحقيق امني وقضائي الى الآن. من جهة، اخرى، رغم ما قدمته الجهات الامنية ووكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد ومندوب حماية الطفولة بان الاطفال تعرضوا الى سوء معاملة واستغلال اقتصادي وجنسي، الا ان اولياءهم يصرون على ان اطفالهم تم اختطافهم من المدرسة القرآنية، وانهم راضون بما تقدمه المدرسة من دروس، وان اطفالهم لم يتعرضوا الى سوء معاملة، لينفذ امس الاولياء وقفة احتجاجية امام بمعتمدية الرقاب وأمام مقر المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد للمطالبة بالإفراج عن ابنائهم. وعبر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عن املهم في السلطات القضائية، للإفراج عن اطفالهم الذين اعتبروهم مختطفون في حين ان السلط المعنية قامت بايوائهم وعرضهم على الفحص الطبي في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات من نتائج. من جهة، اخرى، فقد تم عرض الاطفال، على الفحص الطبي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، واثبتت اختبارات الطبية بوجود معاملات جنسية لأطفال. وقد تمّ اجراء الاختبارات الشرجية على 11 طفلا تبيّن أنّ عددا منهم تعرّض الى اعتداءات جنسية عميقة. وكانت النيابة العمومية بمحكمة سيدي بوزيد، قد اذنت بالتحوّل الى المدرسة القرآنية بالرقاب لمعاينة الوضع، وتنقل فرق تابعة لوزارات الداخلية والعدل والمرأة ومندوب حماية الطفولة على عين المكان، حيث تمت معاينة 42 تلميذا من الذكور تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 سنة، حسب بلاغ صادر عن وزارة الداخلية وقد تبيّن إصابة بعضهم بداء الجرب وبالقمل. وللاشارة فان هذه الجمعية تنشط منذ سنة 2014، وقد صدر قرار بغلقها وتعليق نشاطها، الا انه لم ينفذ ، علما ان نشاط المدرسة يتمثل في تعليم 42 طفلا للقرآن وترتيله.