تونس «الشروق» كشفت أمس رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص روضة العبيدي تفاصيل جديدة ومعطيات خطيرة عن المدرسة القرآنية بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد وعن الظروف التي كان يُقيم فيها الأطفال. وقالت العبيدي خلال مؤتمر صحفي عقدته بمقر الهيئة قالت إن الهيئة تلقت إشعارا بتاريخ 25 جانفي 2019 بخصوص هذه المدرسة من طرف مندوبة حماية الطفولة بسيدي بوزيد وتم التنسيق مع الاطراف المعنية بالملف. وبالاطلاع على الاشعار اتخذت الهيئة اجراءات فورية بالنظر الى خطورة الموضوع وانطلقت في التحريات وأكّدت العبيدي ان الملف تعرض الى ضغوطات كبيرة لكن بفضل حسن التنسيق تم انقاذه. إهانة على جميع المستويات كشفت روضة العبيدي، أن الأطفال تعرضوا الى اهانة كبيرة على جميع المستويات اذ تعرضوا الى الاغتصاب والضرب بالفلقة وأجبروا على تناول أطعمة منتهية الصلوحية ومتعفنة بالدود وأرغموا على أكلها على الارض بهدف «مجاهدة النفس». وقالت إنّ عددا من هؤلاء الأطفال (22 طفلا) يعانون حاليا من عدّة مشاكل صحية وأمراض على غرار ضيق التنفس والجرب والقمل وصعوبات في المشي بسبب ضربهم بالفلقة. وأشارت العبيدي إلى أنّه مداواتهم كانت تتم باستعمال الرقية الشرعيّة وحرمانهم من الأكل، كما تمّ استغلالهم في الأعمال الفلاحية على غرار البناء وجني الزيتون لفائدة صاحب هذه المدرسة الذي يمتلك ثروة طائلة ويعيش في قمة الرفاهية كما أن أبناءه لا يرتادون رياض الأطفال القرآنية. وبينت العبيدي أن هؤلاء الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الخوف والتهديد والترويع يجهلون جميع العلوم ما عدى القصص الدينية على غرار غزوة أُحد كما يجهلون التوقيت العادي ولا يعرفون الا « قبل صلاة الصبح / بعد صلاة الظهر / ... «وحرموا من التلفاز واللباس العادي وأجبروا على ارتداء اللباس الافغاني. وردا على استفسار «الشروق» حول دور الاولياء ومدى ضلوعهم في الجريمة ومدى صحة حفظ التهم في حقهم أكّدت العبيدي ان الامر يعود الى القضاء. وأضافت ان اغلب الاطفال تم اجبارهم للالتحاق بهذه المدرسة والانقطاع عن الدراسة من قبل آبائهم مؤكدة انه ان ثبت تورطهم فانهم معرضون الى أقصى العقوبة (ظرف تشديد). تظافر الجهود.. ضروري شدّدت العبيدي على ضرورة تظافر جميع الجهود من أجل مكافحة الخروقات الخطيرة والبشعة التي تمارس ضد الأطفال جعلتهم عرضة للأمراض النفسية والجسدية مثلما حصل في المدرسة القرآنية بمعتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد ودعت الى ضرورة التثبت في أنشطة جميع الجمعيات المحدثة تحت ما يسمى بالجمعيات الخيرية والبالغ عددها 1130 جمعية للتأكد من عدم تجاوزها للقانون. كما دعت الى ضرورة التحري بخصوص مدرسة الرقاب «المشبوهة والكارثية» ومن يقف وراء تجميع هؤلاء الاطفال من مختلف ولايات الجمهورية ومن يقف وراء التمويل؟ الفحص الشرجي مطلوب لحماية الأطفال وبخصوص الجدل حول الفحص الشرجي قالت روضة العبيدي إنها ضد الفحص الشرجي للأشخاص لكن في حادثة أطفال الجمعية القرآنية بالرقاب هذا الفحص مطلوب بهدف حماية هؤلاء الأطفال. واعتبرت العبيدي ان إخضاع الأطفال للفحوصات الطبية وللفحص الشرجي هو الذي سيُثبت المتورط فعليا في الاعتداءات الجنسية التي طالتهم ولتكوين الحجج على المعتدين. وأكدت انه لم يقع اجبار الاطفال على الخضوع للفحص الشرجي بل تم على 5 فقط منهم بموافقتهم واثنين منهم ثبت تعرضهم للاعتداء.