احتضنت مدينة عبدان الإيرانية مؤخرا الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للسلام لقصيدة النثر العربية، ومثل تونس في هذا الموعد الشعري الدولي العربي 4 شعراء هم جمال الجلاصي وضحى بوترعة وسنية المدوري ورضوان العجرودي. وفي لقاء معها كشفت الشاعرة سنية المدوري البعض من تفاصيل هذه التظاهرة الشعرية الدولية القيمة بالقول عبدان التابعة للأهواز العربية الإيرانية اللؤلؤة النافرة في بيئة تذكّرنا بالجزيرة العربية. عبدان التي احتضنت "المهرجان الدولي الثامن للسلام لقصيدة النثر العربية" على مدى أربعة أيام امتدت من 15 إلى 18 جانفي المهرجان كان فسيفساء من الفنون التي تحلقت حول الشعر. الموسيقى، المسرح، الجولات السياحية، اللوحات الفنية والمعارض التشكيلية والجلسات النقدية وحفلات التوقيع التي انتبذت من المكان أمكنة.. تنوعت الأماكن التي تمت فيها الأنشطة حتى يتسنى لضيوف المهرجان رؤية المدينة الجميلة. الجلسات النقدية: كانت مراوحة بين العربية والفارسية وتمحورت حول دور الترجمة في إيصال الأدب إلى الشعوب وقد قدم الناقد العماني الدكتور مبارك الجابري مداخلة نقدية في الغرض خلال الجلسة الصباحية ليوم الافتتاح المعنونة ب " الدبلوماسية الثقافية" والتي نشطها مدير المهرجان الدكتور الشاعر والمترجم جمال نصاري. الأمسيات الشعرية: توزعت الأمسيات الشعرية على كامل أيام المهرجان وتنوعت فيها القراءات بين عربية وفارسية وتنوع فيها الشعراءُ أيضا من كل البلدان العربية. كانت النصوص المقروءة متراوحة بين قصيدة الومضة والقصيدة النثرية الطويلة الطافحة بالخيال والتجريد والمكتنزة بالصور الشعرية والمعاني الخلاقة. الأمكنة أيضا كانت متنوعة فمن سينما مهر بعبدان إلى قاعة الغدير بمدينة المحمرة إلى قاعة ميلاد بمدينة المعشور. طارت الحروف محلقة في سماء المنطقة العربية كلها ومرفرفة بجناحي حمامة تدعو للسلام. حفلات التوقيع: في حديقة سياحية على ضفاف نهر عبدان الموازي لشط العرب التأمت أولى جلسات حفلات التوقيع التي احتفت بمجاميع الشعراء: ريما محفوض من سوريا ديوان " صرخة من الأعماق" ترجمة إلى الفارسية أحمد الجابري وعبير شرارة من لبنان لكتابها "فلفل أسود" وكتاب عن الشعر التونسي ترجمة الدكتور جمال نصارى والدكتورة مهيناز نصارى وهو مختارات من عدة مدارس وأجيال شعرية تونسية تم ترجمتها إلى الفارسية. وقد تم توزيع الديوان على الخضور في حركة للتعريف بالشعر التونسي المعاصر. ومجموعة " ساعة الشمس" لمريم الكعبي وديوان عدنان الصائغ ترجمته الشاعرة الإيرانية مهيناز نصارى. و"رائحة الطلع" مجموعة هايكو لتوفيق نصارى. "ثلاث درجات إلى الشمس" ترجمة قصائد هايكو توفيق نصاري ثم ترجمة قصيدة النثر عند الجارة الجنوبية/جنوب من الجنوب الغربي لماجد التميمي ومبارك الجابري. الجمهور: هو أكثر ما يلفت انتباهك منذ الوهلة الأولى التي تطأ فيها قدمك أرض عابدان. جمهور متنوع وعائلات بأكملها تأتي من أجل الشعر وتصفيق يهز القاعة التي تغص بالحضور هزا. جمهور تحس بتعطش للغة العربية وإصراره على حضور كل الأمسيات أينما كانت بل وملاحقته للضيوف حتى خارج قاعات العرض من أجل توقيع ديوان لهم أو صور تذكارية معهم. ينتهي المهرجان بجلسة تقييمية أشرف عليها المسؤولون في دائرة الثقافة بعبدان وقد تم الثناء على هذه التجربة المحلقة بقصيدة النثر نحو السلام كما تمت التوصية بعدة نقاط لهيئة المهرجان حتى يتم العمل بها في قادم الدورات.