تسارعت الأحداث في الجزائر بشكل لافتٍ، وكافة المؤشرات فيها تؤدي إلى المرور بسرعة لولاية رئاسية خامسة «مضمونة» للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي تحدى المرض وقرر الترشح لولاية خامسة مع نهاية إدارته الرئاسية الحالية. الجزائر (الشروق) من مراسلنا الطاهر إبراهيم وأعلنت الرئاسة في بيان لها، أمس الأحد، عن تعيين مستشارها الطيب بلعيز رئيسًا جديدًا للمجلس الدستوري خلفًا لرئيسه الراحل مراد مدلسي، في محاولة لضبط أمور الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس المترشح، إذ يُعد «بلعيز» من «رجال بوتفليقة» الذي قلّده طيلة عشريتين من الزمن وظائف سامية بينها وزير للعدل ثم الداخلية فمستشارًا بالديوان الرئاسي وقبل ذلك رئيسًا للمجلس الدستوري. وقال بوتفليقة في رسالة موجهة للأمة :»طبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنتُ عليها، ولم أخف هذا يوما على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قَطُّ، بل وستُمكنُني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض، و كل امرئ يمكنه التعرض له في يوم من الأيام». ندوة وطنية وتعهد، بوتفليقة/82 عاماً، في حال فوزه بالدعوة إلى «عقدِ ندوةٍ وطنيةٍ ستُكرِّسُ تحقيق التوافق حول الإصلاحات والتحولات التي ينبغي أن تباشرها بلادنا بغرض المُضيِّ أبعدَ من ذي قبلٍ في بناء مصيرها، ولأجل تمكين مواطنينا من الاستمرار بالعيش معًا، أفضل وأفضل، في كنف السلم والازدهار». واضاف الرئيس الجزائري بقوله: «إن إرادتي هذه، فضلاً عن التزامي بخدمة الوطن، استَمِدُّهما من تمسُّكي الراسخ بالوفاء بالعهد الذي كنتُ قد قطعته مع الشهداء الأبرار وتقاسمتُه مع المجاهدين الأخيار، رفقائي في ثورة التحرير الوطني». وأعلن الرئيس الموجود بالحكم منذ 20عامًا، والذي يواجه المرض منذ 2013، «استجابةً لكل المناشدات والدّعوات، ولأجل الاستمرار في أداء الواجب الأسمى، أعلن اليوم ترشحي للانتخابات الرئاسية لشهر أفريل المقبل». بلعيز يقود «الدستوري» وعلى نحو متوقع، أكدت وكالة الأنباء الحكومية، نبأ تعيين بلعيز (71 عاما) الذي سبق له قيادة وزارات التضامن والعدل والداخلية، قبل أن يُعيّن قبل أربع سنوات في منصب وزير الدولة المستشار الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويبرز، بلعيز، الذي ينحدر من نفس مسقط رأس بوتفليقة، ك «رجل الثقة» لدى بوتفليقة الذي ظلّ يتمسك بخدمات «بلعيز» على مدار ال17 سنة المنقضية، ولعب الرجل دوراً مفصلياً لمصلحة بوتفليقة في مختلف منعرجات فتراته الرئاسية السابقة، وآخرها حين شغل، بلعيز، منصب رئيس المجلس الدستوري بين عامي 2012 و2013، ثمّ وزيرا للداخلية والجماعات المحلية بين سنتي 2013 و2015. وقال، محسن بلعباس، رئيس الحزب المعارض التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إنّ بوتفليقة حرص على تعيين أبرز مقرّبيه، حتى يتم إبعاد أي خطر يهدد «دستورية» الولاية الخامسة. واضاف بلعباس: «الجزائر تفتقد إلى مجلس دستوري حقيقي، والمجلس الموجود لا يبرز كهيئة وازنة، حيث صار مجرد مجلس يمنح الضوء الأخضر لسائر مشروعات الرئيس الذي لن يخش إبطال ترشحه هذه المرة، مثلما فعل العام 2014 رغم المانع الطبي.