على سفح جبل سمامة، بريف الوسّاعية، من ولاية القصرين ينتصب، "المركز الثقافي للفنون والحرف". وهو المشروع النموذجي الأول من نوعه، في الوطن العربي ليكون منارة لجهة، عانت ويلات الفقر والإرهاب... القصرين (الشروق) هذا المركز ثمنه عدد من أهالي ولاية القصرين الذين اعتبروه مكسبا لمحاربة الأفكار المتطرفة، وتشجيع أبناء المنطقة على الإبداع والثقافة، والتشبث بأرضهم. وتم تشييد هذه" القلعة الثقافية"، كما يحلو للبعض تسميتها، على مساحة تبلغ 6000 متر مربع، وتدشينها يوم 20 أكتوبر 2018، بتمويل من مؤسسة رامبورغ، لتكون منارة للفنون والحرف. إذ تتكون من ساحة كبيرة تتمركز بين أربع قاعات للورشات الحرفية من نسيج، وصناعة الحلفاء وتقطير الزيوت. ويحتوي المركز الثقافي، على قاعتي عروض، وسينما، ومسرح هواء طلق وملعب رياضي متعدد الاختصاصات. كما تتوفر به عدة مرافق كإدارة ومكتبة. وأفاد مدير المركز الثقافي عدنان الهلالي في تصريح ل"الشروق"بأن هذا المركز هدفه خلق فضاء إبداعي فني ثقافي لمتساكني الريف. وفي نفس الوقت لا يحرم السكّان من الحرفيين والفلاحين من الالتحاق به. لذلك سيتم قريبا إمضاء اتفاقية شراكة مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية. وتابع أنه تم تأسيس المجمع التنموي الفلاحي بالمركز للتأكيد على أن الثقافة لا يمكن أن تكون إلا تمرينا شاملا حتى لا تكون التنمية عرجاء، وليكون الفلاح مثقّفا وعارفا بثروات أرضه كي يثمّنها ويحسن استثمارها. واعتبر محدثنا أن المركز نظم عددا من التظاهرات التي تداولتها وسائل إعلام محلية وأجنبية، والنجاح الذي شهدته مجموعة "رعاة جبل سمامة"، وعروض "وقت الجبال تغني" وتظاهرة "مسيرة الزهور"، وكل الدعوات التي تأتي من دول العالم على غرار الجزائر، وفرنسا، وكاتالونيا - خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته المجموعة في بروكسيل - كانت تحت إشراف "المركز الجبلي الثقافي بسمامة". كما أكد الهلالي على ضرورة تثمين نظرة ساكن الجبل الى جبله بإقناع كل متساكني الجبال بأن على مناطقهم ما يستحق الحياة، وأن هذا المركز قد تأسس على هضبة درويش التي تحمل رمزية الأرض والهوية.