تونس (الشروق) كتب نورالدين بالطيب زنقة الريح هو أضخم مسلسل في تاريخ الدراما الليبية ومن أضخم الأعمال الدرامية العربية يجري تصويره منذ أيام في مدينة تونس العتيقة . كان من المفروض أن يصور المخرج أسامة رزق مسلسل زنقة الريح في مدينة طرابلس القديمة لكن تعرّض المدينة الى التشويه في الثماني سنوات الماضية ووجود المليشيات المتناحرة وغياب الأمن دفع المخرج أسامة رزق والمنتج وليد اللافي إلى اختيار مدينة تونس العتيقة بديلا عن مدينة طرابلس خاصة أن عددا من التقنيين والممثلين التونسيين يشاركون في هذا المسلسل الذي يجري تصويره الآن في المدينة العتيقة. الأربعينات في طرابلس يتناول المسلسل فترة الأربعينات في مدينة طرابلس بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية والاحتلال البريطاني لليبيا الذي عوّض الاحتلال الإيطالي بداية من سنة 1945 إذ تعاملت السلطات العسكرية البريطانية بكثير من الحدة والعنف المادي والرمزي مع الليبيين الذين كانوا في الدرجة الثانية بالنسبة لقوات الاحتلال مقارنة بالجاليات الأوروبية في طرابلس مثل الإيطاليين واليونانيين والمالطيين. ويكشف المسلسل من جهة عن معاناة الليبيين تحت الاحتلال الإيطالي والبريطاني ومن جهة أخرى يبرز الوجه الأخر لمدينة طرابلس التي كانت مدينة كوسموبوليتية منفتحة على العالم وعلى الثقافات عكس ما تعيشه اليوم تحت سطوة الميليشيات وفوضى السلاح وغياب الأمن فهذا العمل الدرامي الضخم الذي ستبثه عدة فضائيات ليبية وعربية هو تحية لنضال الليبيين ضد الاستعمار وابراز الوجه النير لليبيا قبل هجوم القاعدة والإرهاب وسرقة ثروات الشعب الليبي بعد جريمة الناتو في إسقاط الدولة الليبية واغتيال زعيمها. ممثلون يشارك في هذا المسلسل عدد كبير من الممثلين يصل الى حوالي 250فنانا من ليبيا ومصر وتونس فمن ليبيا نذكر فتحي كحلول وواصف الخويلدي وصالح القراد ومن مصر عبدالعزيز مخيون وسامح عبدالعزيز ومن تونس هشام رستم وغانم الزرلي ونجلاء بن عبدالله وفرحات دبش وغيرهم. وقال فرحات دبش ل"الشروق" أنه سعيد بهذه التجربة العربية بعد تجارب تونسية متعددة فمسلسل عربي مثل زنقة الريح يفتح نوافذ على المشاهد العربي في كل مكان من العالم لأن جمهور المسرح على أهميته يبقى دائما جمهورا محدودا .