بعد مسلسلات «الأحياء الشعبية» والتنافس بين الفضائيات التونسية للفوز بنسب المشاهدة الأكبر من خلال بث هذه الأعمال، بدأت «موضة الأعمال التاريخية» تجد طريقها للدراما التونسية خاصة بعد نجاح تجربة سامي الفهري «تاج الحاضرة»، الموسم المنقضي في جذب الجمهور لعالم «البايات». وعلمت «الصباح الأسبوعي» في هذا السياق أن المخرج الشاب مجدي سميري بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروعه الدرامي القادم.. المفاجئ في هذا العمل التونسي أن التصوير سيكون في مصر وذلك اعتمادا على ديكورات تعود لحقبة الأربعينات ومن المنتظر أن تعرض قناة التاسعة هذا المسلسل في شهر رمضان القادم وهو من بطولة الممثلة عائشة بن أحمد. وسيكون مسلسل مجدي سميري التاريخي المنافس الأول ل»تاج الحاضرة» في جزئه الثاني.. الجزء الذي ستظهر خلاله أحداث مفصلية من التاريخ التونسي المعاصر ومنها ظهور شخصية «علي بن غذاهم» ويجسدها معز القديري. العودة لتصوير الأعمال التاريخية لن يكون حاضرا في الدراما المحلية فحسب فصناع الفرجة التونسيون سيشاركون في إنتاجات عربية تصور على أرض تونس وتعود لأحقاب زمنية ماضية. حضور الممثل التونسي في رمضان 2019 أو خارج هذا الموسم الدرامي سيكون لافتا خاصة وأن في استوديوهات «طارق بن عمار»، تجسد هذه الأيام مشاهد مسلسل «مماليك النار»، الذي يشارك فيه عدد من الممثلين التونسيين. هذا العمل الضخم على مستوى الإنتاج (الشركة الإماراتية جينو ميديا) والذي يخرجه البريطاني بيتر ويبر وقام بتأليف حلقاته الكاتب المصري محمد سليمان عبد المالك، يشهد عودة النجم المصري خالد النبوي للأعمال التاريخية إلى جانب عدد من النجوم السوريين على غرار منى واصف، رشيد عساف، محمود نصر وكندة حنا. ومن تونس يحضر ضمن طاقم ممثلي «مماليك النار» كل من سهير بن عمارة، خالد هويسة، محمد حسين قريع، الشادلي العرفاوي، عبد القادر بن سعيد ولطفي ناجح. ومن المنتظر أن يكون مسلسل «مماليك النار» والذي يعود إلى حقبة سقوط دولة المماليك على يد العثمانيين مع بداية القرن السادس عشر، وتأثير هذه الحروب على منطقة الشرق الأوسط، أضخم الأعمال التاريخية المنجزة في العالم العربي خاصة وأنه يعتمد على مؤثرات بصرية عالية الجودة ينفذها فريق عالمي يضم تقنيين من بريطانيا، تونس، مصر، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، كولومبيا وجنوب إفريقيا. الإنتاج الدرامي الليبي اتخذ من تونس كذلك مقرا لتصوير أحداث المسلسل التاريخي الجديد لأسامة رزق «زنقة الريح» والذي يعالج قضايا اجتماعية تدور أحداثها خلال سنوات الاحتلال البريطاني لليبيا ومن القضايا المطروحة علاقة المسلمين باليهود وانحياز البريطاني للجاليات الايطالية والعربية عموما المقيمة في ليبيا في ذاك الزمن. ويشارك في «زنقة الريح»، الذي ألفه الكاتب الليبي عبد الرحمن حقيق مع عدد من الفنانين العرب أغلبهم من ليبيا وتونس ومن بينهم هشام رستم، غانم الزرلي، حسام الساحلي ونجلاء بن عبد الله إلى جانب اللبيبين محمد عثمان، واصف الخويلدي، فتحي كحلول وصالح القراد ومن مصر يشارك في هذا المسلسل التاريخي الليبي سامح عبد العزيز وعبد العزيز مخيون. ويعتبر «زنقة الريح» العمل الثالث للمنتج وليد اللافي ومن إخراج أسامة رزق بعد تعاونهما في مسلسلي «دراجنوف» الذي كانت من أبطاله سهير بن عمارة، و»روبيك» الذي ضم في طاقمه عددا كبيرا من التقنيين التونسيين وشاركت في بطولته نجلاء بن عبد الله.