رغم أن حكاية «الرجة النفسية» مجرّد كذبة من صُنع المسؤولين الرياضيين لتبرير «تَضحيتهم» بالمدربين، فإن الأجواء في «بُوقرنين» تُؤكد أن الربّان الجديد لطفي السليمي قد نجح إلى حدّ ما في تحريك الأوضاع وإحداث «الرجة» المأمولة. ومن الواضح أن قُدوم السليمي سَاهم في تَنقية الأجواء ولمّ شَمل مُختلف مكوّنات الجمعية في سبيل النجاح في رحلة الإنقاذ. الجمهور في الموعد رغم المُخلّفات السلبية لهزيمتي الكأس والبطولة أمام «الستيدة» والإفريقي، فإن جماهير «الهمهاما» رحّبت بالتعاقد مع السليمي وحرصت على التواجد بكثرة في التمارين من أجل شحذ الهِمم ومُطالبة اللاعبين ببذل مجهودات أكبر لتحقيق الأمان. وقد عبّر الجمهور عن شَواغله ومَطالبه بطريقة راقية وبَعيدا عن الانفعالية وهوما لَقي استحسان الجميع. المصلحة العامّة تنقذ المتمردين شَغل ملف اللاعبين المُهدّدين بالعِقاب أنصار «الهمهاما» خاصّة أن الأمر يتعلّق بخمسة عناصر بالتَمام والكمال ولن يكون من السّهل على الإطار الفني سدّ الشُغورات إذا نفّذت هيئة الفاضل بن حمزة وعيدها وقرّرت تجميد هذا الخُماسي عن النشاط. وبعد أخذ وردّ، اختار أصحاب القرار الاكتفاء بتسليط عقوبات مالية على اللاعبين «المُتمرّدين» ويبدو أن المصلحة العامّة هي التي فرضت هذا الإجراء بما أن الجمعية تُصارع من أجل البقاء وستحتاج إلى كامل عناصرها لتَعبر إلى برّ الأمان. الجَدير بالذِّكر أن قائمة اللاعبين المُتمتّعين ب»العَفو العَام» هم: غيث الصّغير (وقع اتّهامه باستفزاز الجمهور) وطارق القضاعي ومحرز بالراجح ومالك جمال وفارس المسكيني (لاحقتهم تُهمة التحريض على الإضراب). اختبار ودي بعد قدوم السليمي، نظّمت هيئة بن حمزة تربّصا مُغلقا في سوسة بهدف تغيير الأجواء وتمكين المدرب الجديد من الاطلاع عن كثب على مُؤهلات المجموعة وذلك قبل إجراء اختبار تطبيقي كبير ضدّ «البقلاوة» وسيدور هذا اللّقاء الودي يوم غد في ملعب حمّام الأنف بداية من الثانية بعد الزوال.