تونس (الشروق) بعد رقمنة ارشيف الرشيدية ووضعه على ذمة الباحثين من خلال موقع خاص به على الأنترنات تستعد الهيئة المديرة للرشيدية الى الانطلاق في مشروعها الثاني وهوترميم المقر الرسمي لها «دار الداي» وحددت كلفة اعادة التهيئة بمليار ونصف حسب ما أفاد به مدير معهد الرشيدية الهادي الموحلي . وانطلقت هذه الفكرة مع انطلاق فكرة رقمنة الرشيدية خلال الاحتفال بثمانينية تأسيس معهد الرشيدية وباعتبار ان تكلفة ترميم دار الداي تعد باهظة مقارنة بميزانية المعهد تم الشروع حينها في تنفيذ رقمنة ارشيف الرشيدية الذي تكفل بمصاريفه عدد من المتطوعين من المجتمع المدني ومجموعة من الشباب الحالم والمحب لهذا التراث الموسيقي التونسي .وعلى اثر الانتهاء من رقمنة ارشيف الرشيدية واتخاذ دار الأصرم 2 مقرا ثانيا لها تقرر رسميا حسب الهادي الموحلي الشروع في ترميم المقر الرسمي للرشيدية المتمثل في «دار الداي « وهي قصر يقع في المدينة العتيقة تحديدا في نهج الدريبة قرب نهج سيدي بن عروس وقد تم تشييد هذا المبنى في القرن السابع عشر و تحمل الدار لقب مالكها القديم الدولاتلي وهي كلمة تركية مشتقة من الكلمة العربية الدولة أو الداي و صنّفت الدار سنة 1992 كمعلم تاريخي وثقافي حسب تقديمه من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) باعتبارها مدرسة من المدارس البارزة في تاريخ الثقافة التونسية والعربية التي تخصصت طيلة القرن العشرين في بعث تقاليد وأنماط موسيقية جديدة صارت بها قبلة للعمل الموسيقي التقليدي والتجديدي. وفي ذات السياق اضاف مدير المعهد الرشيدي الهادي الموحلي بأن المقر الثاني للرشيدية والمتمثل في "دار الأصرم 2 "( المنزل الذي شهد تصوير مسلسل الخطاب على الباب ) سيبقى على ذمة الرشيدية مع مقرها الرسمي المعروف باسم دار الداي مشيرا الى ان ميزانية ترميم هذا القصر حددت بمليار ونصف في انتظار شروع وزارة الشؤون الثقافية في تنفيذ هذا المشروع بعد ان أعرب وزير الشؤن الثقافية محمد زين العابدين عن دعمه لمشروع رقمنة ارشيف الرشيدية وترميم مقرها الرسمي. وتشير بعض الأخبار الى ان تعطل مشروع ترميم دار الداي يعود بالأساس الى ما تردد في السنوات الأخيرة حول تحويل مقر المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية أودار الرشيدية بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة إلى مركز ثقافي تركي، وهوما نفاه آنذاك المكتب الإعلامي لوزارة الشؤون الثقافية، مبرزا أن هذا المقر على ملك المعهد الرشيدي في إشارة إلى أن مقر المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية، على ملك المعهد وفق عقد بيع مبرم بين المعهد كمشتر من جهة ووزارة أملاك الدولة من جهة أخرى . ومن المنتظر ان تشرع وزارة الشؤون الثقافية في ترميم هذا المقر الرسمي للرشيدية بعد ان تم الإمضاء على قانونها الأساسي وإصداره في الرائد الرسمي .
