يجدر بنا أن نذكّر بأنّ مربّي السلمون يعمدون إلى تخديره للتمكّن من فرزه وبعد ذلك يقدّمون له كمّيّات من الفيتامين ج (C) الاصطناعيّة كي يستعيد حيويّته. يتكوّن غذاء السمك المربّى في الأحواض من الأسماك الصغيرة وذلك بنسبة 60% وللحصول على 1 كيلو غراما من السلمون لا بدّ من توفير 25 كيلو غراما من السمك الصغير كغذاء. يحتوي السمك المربّى في الأحواض على نسب عالية نسبيّا من المواد الدهنيّة تبلغ ضعف ما يحتويه السمك العادي. لكن الغريب في الأمر أنّ تجّار السمك يبيعون السمك المربّى في الأحواض على أنّه سمك عادي وهذا ناتج عن ضعف وسائل المراقبة وقد تبلغ الملصقات المغشوشة في البلدان المصنّعة 25%. نشير في الأخير إلى موضوع تلوّث السمك بمادّة الزئبق. ففي صائفة 2006 أطلق عديد العلماء والمختصّون في الولايات المتّحدة الأمريكيّة صيحة فزع وذلك في لقاء علمي عالمي ب(Wisconson) Madison جمع أبرز المختصّين في هذا المعدن السام والقابل للتبخّر والذي يتراكم في السلسلة الغذائيّة. حسب هؤلاء الخبراء يُلقى في كلّ سنة 2000 طنا من الزئبق وقد تعرّض 50 مليون ساكنا إلى التسمّم بالزئبق هذه المادّة التي نجدها بالخصوص في التونة. أمّا تربية البقر بطرق اصطناعيّة فهي أيضا تشكّل مصدرا لتلوّث الغذاء. بمجرّد أن تضع البقرة مولودها يقع فصله عن أمّه وتظلّ البقرة تائهة ومتشنّجة تبحث عن مولودها. يُفرض على البقرات حملا متتاليا وذلك حتى تدرّ الحليب بصفة مسترسلة. تحمل البقرة للمرّة الأولى عندما تبلغ عامين وتدوم مدّة الحمل 9 أشهر. بعد أن تضع مولودها يقع حلبها لمدّة تصل إلى 10 أشهر ولكن يقع تلقيحها بطريقة اصطناعيّة 3 أشهر بعد الولادة. فعلى امتداد 6 إلى 7 أشهر تكون فيها البقرة حاملا يقع حلبها. توفّر بقرة يقع تربيتها بطرق اصطناعيّة 6 آلاف لترا في السنة أي 5 مرّات ما كانت توفّره في السنوات الخمسين من القرن الماضي. بما أنّ معدة البقرة لا تسع لكمّيّة المواد الغذائيّة التي تقدّم لها بغاية الحصول على أكثر كمّيّة من الحليب تُقدّم لها حبوب من البروتين المركّز. 25% من الأبقار التي تربى بطرق اصطناعيّة تعاني من اضطرابات في المشي وهي عرجاء وتعاني من أعراض مرضيّة في أرجلها وهذا ناتج عن التغذية غير السليمة وعن بقائها في أماكن ضيّقة بحيث تغوص أرجلها في الأوساخ وتكون معرّضة لشتّى أنواع التعفّن. للحيلولة دون الإصابة بهذه الأمراض تُقدّم للأبقار وجبات من المضادات الحيويّة (أصدر الاتّحاد الأوروبي قرارا بمنع تقديم المضادات الحيويّة للأبقار منذ سنة 1998). بعد 3 سنين من الاستغلال الفاحش تقدّم البقرة للمجزرة (تعيش البقرة عادة 20 عاما) وفي بعض الأحيان يباع لحمها في الأسواق والمغازات الكبرى على أنّه لحم عجل في 8 من 10 مرّات وذلك في البلاد المصنّعة. (يتبع)