هو من القيادات التاريخية لتيار الاسلام السياسي في تونس حيث كان لقاؤه مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في احد مساجد العاصمة سنة 1973 محطة مهمة في تقرير تأسيس ذلك التيار السياسي وكان أيضا من اول المعتقلين في سوسة على خلفية الانتماء اليه بمعية شريكه في مبادرة التأسيس. تكون عبد الفتاح مورو في القانون أولا ثم تحصل على شهادة ثانية في العلوم الاسلامية بعد تاسيس منطمة الجماعة الاسلامية في تونس وتحصل على تلك الشهادة سنة 1977 وعمل كقاض في البداية لكنه تحول الى مهنة المحاماة. فر مورو من القمع زمن بورقيبة الى السعودية لكنه عاد بعد انقلاب بن علي ظنا منه ان الاوضاع تغيرت وان دعوته للعودة التي جاءت من بن علي وحالة الانفتاح التي شهدتها البلاد في بداية حكمه لن ترجع بالبلاد الى زمن القمع لكن سرعان ما انقلبت الاوضاع وتم اعتقاله في مناسبتين وعاش حياة السجن والتشويه الى ان اعتزل العمل السياسي. لا يمكن اختصار مسيرة النائب الذي اخترناه اليوم في بضع كلمات لكن ذلك ابرز ما ميز مسيرته قبل جانفي 2011 وبعدها عاد الى الحياة السياسية كمستقل وشارك بقائمته الخاصة في انتخابات المجلس التأسيسي لكنه لم يفز وعاد الى حركة النهضة بعد مؤتمر 2012 وأصبح نائبا لرئيسها وعضوا في مجلس الشورى. لم تكن علاقة مورو مع حركته عادية في البداية حيث كان هناك رفض له خاصة من قبل من يرفضون أسلوبه في التحاور والتعامل مع باقي الأطراف السياسية ورفضه خاصة للعنف المادي واللفظي الذي ميز تلك المرحلة وقادنا الى أحداث سنة 2013 ونذكر جميعا ما حصل له في القيروان سنة 2012 عندما تم الاعتداء عليه من قبل احد انصار حزبه بسبب مواقفه. وسرعان ما تحول مورو من مناضل غير مرغوب فيه الى مثال للنهضاوي الجديد أي النهضاوي المتسامح والمتفتح والبعيد كل البعد عن التعصب والتوتر والذي لا يخلو حديثه من الطرافة والدعابة وكان من ابرز الظواهر السياسية التي ميزت العام 2013 و2014 الى جانب الاحداث السياسية الكبرى . لقد تحول عبد الفتاح مورو من سياسي منبوذ في حزبه الى ما يشبه «حصان طروادة» الذي اخترقت به حركة النهضة اكراهات تلك المرحلة ورواسب الماضي وخاصة حطمت به الصورة التقليدية للمناضل الإسلامي فعوضت التعصب بسعة الصدر والتوتر بحس الفكاهة وخفة الروح والتشنج بقبول الاخر والتفاعل معه. ترشح مورو في قائمة النهضة دائرة تونس 2 وانتخب نائبا اول لرئيس مجلس النواب وحافظ على نفس الصورة التي عهدها عنه التونسيون الجبة التونسية والشاشية وطريقة التحاور او ادارة الجلسات. وعلى مستوى العمل البرلماني فان تلك الصورة التي جعلت مورو ظاهرة سياسية وعوضته عما عاناه من نبذ بسببها بتقريبه من الناس وحتى من اطراف سياسية معادية لحركته في فترة ما تحولت اليوم الى مصدر لمشاكله الجديدة حيث ان النواب اصبحوا يعتبرون ان تركيزه على كل ما يسمعه في الجلسة العامة ورده على كل ما يقال مباشرة أفقده القدرة على السيطرة على مسار الجلسات وهو ما ادى الى حالة من الغضب جعلته هو نفسه يفكر في الاستقالة من منصبه في المجلس.