من بين الفضائح التي تخصّ تربية الأبقار بطريقة صناعيّة والتي حاولت وسائل الإعلام المختصّة والعامّة التستّر عنها إصابة الأبقار بفيروس الإيدز (نقص المناعة المكتسبة). فلقد بيّنت دراسات قامت بها فرق علميّة في ألمانيا ونُشرت في المجلّة العلميّة العالميّة « Veterinary Microbiology » (العدد 48) أنّ 4% من جملة 398 بقرة فرنسيّة خضع دمها للتحليل كانت تحمل آثار فيروس نقص المناعة وقد عُثر على الفيروس أيضا في السائل المنوي. يعتقد هؤلاء المختصّون أنّ طرق التلقيح الاصطناعي قد تكون المسؤولة عن هذه الإصابات. أصبحت تربية الخنازير هي الأخرى صناعيّة بنسبة تفوق 90%. منذ الولادة توضع الخنازير في أماكن ضيّقة بحيث يصعب عليها التحرّك. كما تُجبر الإناث على الحمل بصفة مسترسلة. بمجرّد أن تضع الأنثى تفصل عن صغارها التي توضع في أقفاص صغيرة وتقدّم للأمّ وجبات من المضادات الحيويّة ومن مهدّئات الأعصاب. كما يقع قصّ أسنان الخنازير الصغار لتجنّب الجراح التي قد تحدث أثناء العراك بينها ويقدّم لها طعام هو خليط من القموح ومنشّطات النموّ وتقدّم للإناث هرمونات أنثويّة لكي تحمل بأكبر عدد ممكن من الخنازير. أمّا التربية الصناعيّة للدجاج فهي الأخرى تهدف إلى الحصول على دجاج ينمو بسرعة فائقة تفوق سرعة نموّ القلب والرّئتين ممّا يؤدّي إلى انتفاخ في البطن من جراء تراكم الماء (الحبن) Ascite فتموت 1% منها. يقع انتقاء الدّجاج وتوضع في أماكن صغيرة بحيث تصعب عليها الحركة وتُقدّم لها وجبات من القموح والمنشّطات والمضادات الحيويّة. يعيش الدجاج عادة 6 سنين. لكن الدّجاج الصّناعي يقع ذبحه بعد 41 يوما بوزن يزيد عن 1,5 كيلو غراما أي مرّتين وزن الدّجاجة لسنة 1970. يعتبر الكبد المزيّت "fois gras" إرثا ثقافيّا وذواقياّ (gastronomique) فرنسيّا والحال أنّه لا يعدو أن يكون عضوا مريضا أي كبدا محشوّا بالزيوت والشحوم لطائر وقع إشباعه وتزقيمه بالقوّة ومرّات عديدة في اليوم بالذّرة التي غالبا ما تكون محوّرة جينيّا وذلك على مدى أسبوعين أو ثلاث. يتوقّف "المزقّمون" عن ذلك بمجرّد أن يشعروا بخطر الموت. يستعمل هؤلاء أنبوبا معدنيّا يبلغ طوله بين 20 و30 سنتيمترا يقع إدخاله من الحنجرة إلى المعدة. لإنتاج الكبد المزيّت أو الكبد الدّهني يأكل الطير كمّيّة من الذرة إلى أن يبلغ حجم كبده 10 مرّات الحجم الطبيعي. بعد ذلك يقع ذبح الطائر واستخراج الكبد. يعترف المشرفون على هذه العمليّة أنّ ما بين 10% إلى 14 % من الطيور تموت إمّا بفعل التخمة أو كنتيجة لثقب البلعوم وإصابة المعدة بجروح وقروح أو بفعل ضيق التنفّس الناتج عن تضخّم الكبد ومضايقته للرّئتين. التعليف، الغذاء الموحّد الصناعي، وجبات المضادات الحيويّة، وجبات المضادات التشنّج العصبي، عدم قدرة الدجاج على تكوين الأعشاش، انقطاع فجئي لوسائل التهوية، ضجيج، روائح كريهة، تفشّي الأمراض الصدريّة وحالات التعفّن، جروح، أمراض الجهاز الهضمي (5% إلى 7% من حالات الموت ناتجة عن هذه الأمراض وعن الإصابة بالجروح)، جعل الدجاجة تبيض بصفة لا طبيعيّة وبكمّيّة تبلغ 260 بيضة في السنة... تلك هي سمات التربية الصناعيّة للدجاج. أخيرا نشير إلى أنّ التحوير الجيني لم يقتصر على النباتات والبذور بل طال الحيوان خصوصا في مخابر البحوث الزراعيّة والطبّيّة. تُعرض هذه الحيوانات عادة في صالونات الفلاحة التي تُعقد كلّ سنة وهي مرحلة ضروريّة تعقبها حملة دعائيّة لتهيئة الرّأي العام ومن ثمّة المرور إلى التصنيع. على سبيل المثال نذكر الدّجاج بدون ريش والخنزير المحوّر جينيّا ضخم الجسم وبدون عينين وذلك كي لا يتحرّك وينمو بسرعة. (يتبع)