اهتزت تونس على وقع كارثة كانت من المنتظر ان تشهدها البلاد اثر إعلان وزارة الداخلية عن احباط مخطط إرهابي خطير يستهدف شخصيات عامة ورسمية حيث كان سيتسبب في عاصفة تهز أمن البلاد تمثلت في حجز 19 طردا بريديا يحتوي على مواد سامة قاتلة. تونس (الشروق) إيمان خلفت وقد تم إرسالها إلى إعلاميين وسياسيين ونقابيين الا ان الوحدات الامنية قامت بعملية استباقية وبذلك تم افشال اول مخطط إرهابي من نوعه وهو الإرهاب البيولوجي كما هو متعارف عليه دوليا. بعد اكثر من 18 سنة من تاريخ اول ظهور للطرود البريدية التي تحتوي على مواد سامة والمعروفة باسم «الجمرة الخبيثة» بالولايات المتحدةالأمريكية وذلك منذ سنة 2001الإرهاب البيولوجي يهدد تونس لأول مرة في تاريخ الوطن العربي. اعتبر الإرهاب البيولوجي الظاهرة الأشد خطورة بعد الإرهاب النووي في العالم، حيث يستخدم الإرهابيون الأدوات البيولوجية الأشد فتكا والمسببة للأمراض الوبائية والقاتلة في هجماتهم الدامية ومخططاتهم الارهابية. ويتكون السلاح البيولوجي الذي يعتمده الإرهابيون في تنفيذهم للعمليات الارهابية من العامل البيولوجي وهو عبارة على جرثومة خبيثة وبكتيريا وفيروسات قاتلة وهي الأسلحة الاخطر من نوعها وتعرف بالأسلحة الصامتة غير المرئية حيث تستطيع أن تضرب دون إنذار فآثارها لا تظهر إلا بعد ان يكون مرتكب العملية الارهابية قد غادر مسرح الجريمة وأمام هذا الخطر المتنامي تكاثفت الجهود الدولية لمكافحة هذا النوع من الارهاب. ظهر الارهاب البيولوجي لاول مرة في العالم سنة 2001 بالولايات المتحدةالامريكية حيث تم ارسال عديد الطرود البريدية القاتلة بغاية استهداف اعضاء من مجلس الشيوخ الامريكي وعديد الشخصيات الاخرى مما ادى الى وفاة 5 اشخاص واصابة 17 اخرين. وتسبب كابوس الرسائل القاتلة «الجمرة الخبيثة» في حالة من الفزع والتهديد من خطر الإصابة به ولم يكن هذا الخوف في أمريكا وحدها وإن كانت هي الأكثر استهدافًا ولكن في أوروبا والعديد من بلدان العالم أيضًا حيث أصبح هذا النوع من الارهاب لغزًا حير العالم اجمع وما يزيد في الحيرة ويعمقها تفاقم ظاهرة الرسائل الملوثة ببكتيريا الجمرة الخبيثة داخل أمريكا، وانتقالها لأوروبا والعديد من دول العالم إلا أن السلطات الأمريكية والأوروبية مازالت تجهل مصدر هذا الارهاب الذي يهدد المجتمعات. وبالعودة الى حادثة الطرود البريدية القاتلة والتي تم ارسالها الى 20 شخصية وطنية تونسية وهو اول مخطط ارهابي بيولوجي تعرفه تونس والوطن العربي يطرح السؤال عما اذا كانت هذه المادة السامة القاتلة قد تم تصنيعها في مخابر تونسية او خارجها وان تم جلبها من خارج تونس كيف تم ادخالها الى البلاد ومن هي الاطراف التي تحالفت مع العناصر الارهابية لتصفية هذه الشخصيات العامة وضرب استقرار البلاد في هذه السنة التي ستعرف محطات انتخابية هامة؟ أرقام ودلالات 2001 اول ظهور لظاهرة الارهاب البيولوجي بالولايات المتحدةالامريكية 5 عدد ضحايا «الجمرة الخبيثة» بالولايات المتحدةالأمريكية 2019 الارهاب البيولوجي في تونس 20 شخصية تونسية مستهدفة 19 عدد الطرود البريدية القاتلة