أكد محمد العباني رئيس المؤتمر الليبي الجامع في حوار مع "الشروق" أن اتفاق حفتر والسراج على اجراء انتخابات خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار في ليببا مشيرا الى أن تنظيم انتخابات في ليبيا يتطلب عدة أشهر لأن بعض المناطق تشهد انفلاتا أمنيا بسبب الميليشيات. تونس «الشروق» : وقال عباني إن ثلثي البلاد اصبحت تحت سيطرة الجيش الليبي بقيادة حفتر وقادرة على احتضان الانتخابات لكن بعض المدن غير جاهزة، معتبرا أن اكثر من 80 بالمائة من الليبيين يؤيدون اجراء انتخابات لإنهاء الفوضى . وفيما يلي نص الحوار: في البداية، كيف تقرؤون الإتفاق الأخير بين حفتر والسراج حول إجراء إنتخابات عامة تنهي المرحلة الانتقالية؟ لا أشك ان اللقاء الأخير بين المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق، خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار، لكن يجب أن تعقبه التزامات رسمية من الطرفين لإجراء انتخابات عامة. والمشكلة ان التزام الطرفين غير متكافئ فخليفة حفتر يملك قراره بيده وقادر على تقديم ضمانات حقيقية لتحقيق الانتخابات لكن فائز السراج لا يستطيع أن يقرر بنفسه بل يتوجب عليه الرجوع الى أعضاء المجلس الرئاسي لتحديد أولوياته. لكن في العموم هذا الاتفاق يمهد لحلول سياسية جديدة في البلاد لأن ليبيا لم تعد تحتمل الحروب، بل تحتاج الى مبادرات سياسية وعملية . هل ليبيا جاهزة، اليوم، لتنظيم انتخابات تضمن مشاركة الجميع؟ للأسف ليبيا ليست جاهزة كليا لتأمين انتخابات تستجيب للشروط الديمقراطية والسبب الرئيسي هو الانفلات الامني. وأعتقد ان كل المناطق التي يسيطر عليها الجيش بقيادة حفتر، وهي تمثل أكثر من ثلثي البلاد، قادرة على احتضان الانتخابات وتأمينها، لكن بعض المدن على غرار طرابلس مازالت تشهد انفلاتا وهو ما يمنع اي انتخابات. وقد تتطلب عملية اعادة الاستقرار الى ليبيا عدة أشهر لأنّ الجيش مصمم على بسط الاستقرار في كل ربوع ليبيا. أي حظوظ برأيكم لأنصار القذافي في الانتخابات المرتقبة؟ كل الاطراف السياسية في ليبيا متساوية، وأنصار معمر القذافي لهم أيضا حظوظ سياسية ومن حقهم كأي طرف المشاركة في الانتخابات واختيار مرشحهم. وسيف الاسلام القذافي نجل الزعيم معمر القذافي هو في النهاية مواطن ليبي ومن حقه الترشح والفوز في أي انتخابات قد تشهدها البلاد. بصفتكم رئيس المؤتمر الليبي الجامع، ماهي خارطة الطريق التي تضعونها لإنهاء الفوضى الليبية؟ نحن قدمنا هذا الاسبوع مقترحا لكل الاطراف السياسية لحل الازمة ويتمثل أساسا في تكوين مجلس رئاسي يتكون من 3 أعضاء من مناطق ليبيا الثلاثة، ويشكل من فائز السراج، رئيسا، وخليفة حفتر، نائبا أول يكلف بالشؤون العسكرية والدفاع أو من يزكيه بدلا عنه من الشخصيات من شرق ليبيا مع شخصية يتمّ التوافق عليها من الجنوب تكلّف بالشؤون الداخلية... كما اقترحنا طريقة تسمية رئيس الحكومة وكذلك وضع المؤسسات السيادية ومجلس القيادة العامة. وخلال الاسبوع القادم سيتم الاعلان عن المدينة الليبية التي ستحتضن أشغال المؤتمر الليبي الجامع الذي يهدف الى إيجاد حلول سياسية وانهاء الانقسام .. قوات حفتر تمكنت قبل يومين من بسط سيطرتها على الجنوب وأمّنت حدود ليبيا مع التشاد والجزائر والنيجر، ماهو موقفكم من تلك التطورات؟ أنا أساند بقوة ما يقوم به حفتر في جنوب البلاد لأن الحملات العسكرية التي أطلقها منذ فترة تأتي في اطار الحرب على الارهاب وعلى المسلحين المارقين عن القانون .وقد استطاع الجيش الليبي خلال هذه الفترة الوجيزة تحرير كل مناطق الجنوب الليبي من العصابات المتطرفة، وبدأ الأمن يعود تدريجيا الى تلك المناطق .وقد وجدت تلك العمليات ترحيبا من قبل الأهالي .وفي العموم نحن نقف مع الطرف الذي يحارب الارهاب ويريد تحقيق الاستقرار وتوحيد المؤسسات . كيف تقيم دور المجتمع الدولي في التعامل مع مجريات الازمة الليبية؟ في الحقيقة هناك ضبابية كبيرة في دور المجتمع الدولي، وللأسف بعض القوى الدولية تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية . نحن نريد من المجتمع الدولي ان يساندنا لا ان يفرض علينا وصايته .والأهم من كل هذا هو دور دول الجوار خاصة تونس والجزائر ومصر، ونريد منهم أن يدعموا كل المبادرات الليبية البناءة لتحقيق الاستقرار الليبي .فاستقرار ليبيا يعني استقرار تونس، والعكس صحيح . الأسبوع الماضي، ذكرت تقارير ليبية أن مليشيات متطرفة قامت بتدمير منزلك في طرابلس، من يقف برأيكم وراء الحادثة، ولماذا؟ فعلا قامت مليشيات تتبع المدعو صحبي سلامة بتدمير منزلي وحرقه بالكامل وتم تهديدي أنا واسرتي بالقتل وذلك بسبب رفضنا للأفكار المتطرفة وانحيازنا لمصلحة ليبيا العليا ومساندتنا للجيش الوطني الليبي في الحرب على الارهاب .وقد كان المدعو صحبي سلامة أحد أعضاء المؤتمر الليبي الجامع لكن ثبت انه يتبنى افكارا لا تتماشى مع مصلحة البلاد. وقد طالبت بحماية دولية لي ولأسرتي. وأنا الان مقيم في تونس، وأطالب في هذا الصدد الدولة التونسية بتوفير الحماية الامنية لشخصي لأني أصبحت عرضة لتهديدات بالإغتيال من قبل أطراف متطرفة توجد في ليبيا. كم يبلغ عدد الليبيين المسجلين للانتخابات؟ تونس (الشروق) أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، في آخر بيان لها أن المجموع التراكمي للمسجلين بالانتخابات منذ فتح باب التسجيل وصل إلى 83.550، بينهم 50.324 ناخبا من الرجال، في حين تم تسجيل 33.226 من النساء. وأوضحت المفوضية أن إجمالي الناخبين الجدد الذين تم تسجيلهم بداية من تاريخ 13 ديسمبر الجاري بلغ 20.181 ناخبا، وأن المسجلين ضمن سجل الناخبين بداية من انتخابات الهيئة التأسيسية، ثم مجلس النواب، إلى جانب المُسجلين الجدد بلغ 1.570.759 ناخبا.