أظهرت دراسة فرنسية أخرى أن التعرض للموجات يقع بالخصوص في أقصى ارتفاع على بعد حوالي 280 متر من أعمدة الاتصال. يذكرنا هذا الاستطلاع بالحقائق المعروفة والمعروضة: وجود متلازمة الموجات الدقيقة أو متلازمة hyperfréquences2. لقد ركزت الدراسات العلمية على هذا الموضوع وأظهرت أن أعمدة الاتصال يمكن أن يسبب طنين الأذن والحد من الأداء المعرفي. لكن بشكل عام لا زالت المعلومات محدودة نسبيا حول أعمدة الاتصال (في حين أن هناك الكثير من الدراسات على الهواتف المحمولة على سبيل المثال). أما بالنسبة للمخاطر التراكمية (الهاتف المحمول، الهوائيات، واي فاي WIFI ، إلخ.) فهي لا تدرس في الوقت الذي نواجهها فيه بانتظام سواء في العمل أو في المنزل. تنقد المؤسسات الرسمية نتائج البحث المذكور وتعتبر الدراسة الاستقصائية غير علمية. في الحقيقة فإن اللجوء إلى الاستطلاعات بدلا من الأبحاث العلمية مرده عدم اهتمام السلطات بهذا الموضوع. أكاديمية الطب والمعهد الفرنسي للبحوث العلمية كما عديد الدراسات التي نشرت في المجلات العلمية مثل تلك التي نشرتها مجلة الطب المهني والبيئي البريطانية كلها تفنّد أن يكون لأعمدة الاتصال أثار سلبية على الصحة. لكن كم هي القرارات الخاطئة التي تبنتها مثل هذه المؤسسات والتي تبين خطأها بعد سنين. (الإسبست- البنزان- البسفينول المستعمل في الرضاعات- المبيدات ......). من ناحية أخرى ها هي دراسة برازيلية علمية جديدة تثبت الارتباط المباشر بين الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان وأعمدة الاتصال وكذلك الهواتف المحمولة. نشرت هذه الدراسة في 17 ماي 2011 وشملت الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من أعمدة الاتصال للهاتف المحمول. في مدينة «بيلو هوريزونتي»، ثالث أكبر مدينة في البلاد أثبتت إحدى الدراسات وجود صلة مباشرة بين الوفيات الناجمة عن السرطان ووجود الحقول القريبة من أعمدة الاتصال. أجري البحث من قبل علماء في الجامعة الاتحادية في ولاية «ميناس جيرايس» (UFMG) وإقليم جنوبالبرازيل. ووفقا للنتائج التي تحصّل عليها الدكتور Adilza Condessa وهو باحث من مؤسسة UFMG ومنسق الدراسة فإن التعرض المتكرر للإشعاع الكهرومغناطيسي من مستخدمي الهواتف المحمولة و أعمدة الاتصال ليس آمنا كما هو موضح من قبل البحوث الأخرى. ووفقا للدراسة، يعيش أكثر من 80 في المائة من الأشخاص الذين يموتون في «بيلو هوريزونتي» من أنواع معينة من السرطان على مسافة تتراوح بين 300 و500 مترا من أعمدة الاتصال. اكتشف العلماء البرازيليون أنه بين عامي 1996 و 2006 توفي في «بيلو هوريزونتي» ما مجموعه 4924 ضحية من أنواع السرطان التي يمكن أن تسببها الأشعة الكهرومغناطيسية مثل سرطان البروستاتا والثدي والرئة والكلى والكبد.