الشروق مكتب الساحل: اختُتمت أمس بفضاء معرض سوسة الدولي الدورة الأولى لصالون المبتكرين والمخترعين الشبان، التي شهدت مشاركة واسعة من المخترعين والمبتكرين في شتى المجالات العلمية، وتمس إنجازاتهم مختلف القطاعات الاقتصادية. الصالون الذي جاء بمبادرة من إدارة معرض سوسة الدولي (التي وفرت أجنحة مجانية للعارضين وخصصت جوائز مالية للفائزين في المسابقات) شهد في المقابل غيابا لافتا لممثلين عن الحكومة التي تؤكد في خطاباتها دعمها للشبان وللبحث العلمي ومراهنتها على الشباب لبناء تونس والحدّ من ظاهرة هجرة الأدمغة. وقد عبّر عدد كبير من الشبان المخترعين الحاضرين في الصالون في لقاء ب "الشروق" عن استيائهم من هذا الغياب الذي اعتبروه غير مبرّر وأكدوا أنّه يبعث برسائل سلبية إلى هذه الطاقات التي تسعى إلى إيجاد حلول للاقتصاد الوطني من خلال ابتكارات تحدّ من كلفة الإنتاج ومن تلوث البيئة وتحقق في المقابل مردودا محترما وإنتاجا ذا جودة عالية، كما هو الشأن بالنسبة إلى مبتكري أساليب في الفلاحة البيولوجية واعتماد الأحواض للزراعة على سطوح المنازل أو تأمين الأغذية البيولوجية للأبقار بكلفة أقل من الأعلاف الحالية بما ينعكس على جودة الحليب واللحوم، أو اعتماد مادة "الفيتورة" (عصارة عملية رحي الزيتون) في استخراج الحبر الخاص بالآلات الطابعة أو إطلاق منصة الكترونية خاصة بمتابعة أعمال المجالس البلدية أو اعتماد مقاربة الاقتصاد التضامني من خلال بعث مشاريع تربية الماعز وتثمين حليب الماعز (الذي يُعد من أجود أنواع الحليب) واستفادة عشرات العائلات من هذا المشروع بجهة دخيلة توجان من ولاية قابس، وغيرها من الأفكار التي عرضها أصحابها على الوافدين على المعرض. وقد شهد الصالون تنظيم جملة من الورشات للتعريف بهذه الاختراعات فضلا عن الندوات التي شاركت فيها الجمعية التونسية للأقطاب التكنولوجية، التي أكدت رئيستها نائلة القنجي أهمية الأقطاب التكنولوجية وانفتاحها على محيطها الذي يبدأ من فكرة المشروع إلى المستثمر، مرورا بالجامعة ومؤسسات الدعم والتمويل، وصولا إلى تجسيم هذه الأفكار التي يقدمها الشباب ويجب أن تجد الدعم والإحاطة الكاملة لتصل إلى درجة التنفيذ والإفادة.