تونس «الشروق»: تستعد أستاذة الموسيقى والملحنة منى شطورو لافتتاح فضائها الثقافي الخاص، «الدوندي»، وذلك مساء الإثنين 11 مارس الجاري بمدينة أريانة، بإشراف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين. وأكدت منى شطورو، أن بعثها لهذا الفضاء الثقافي الخاص، «الدوندي»، جاء نتيجة افتقار ولاية أريانة لمثل هذه الفضاءات، مبرزة أن الأهداف الرئيسية التي جعلتها تطلق هذا المشروع، ثقافية بالأساس، بغاية لم شمل الفنانين والمبدعين بالجهة، وخاصة الأطفال والشباب الذي يهدف الفضاء إلى خطفه من الشوارع، وحمايته من التطرف بأنواعه، على حد تعبيرها. وأوضحت الأستاذة منى شطورو أن مصطلح «الدوندي» الذي اختارته إسما لفضائها الخاص الواقع في مدخل أريانة، هو في الأصل كلمة قديمة غير قابلة للترجمة حفظت كما هي في مختلف المعاجم اللغوية، وأصلها إسباني وتحديدا المناطق ذات الإرث الثقافي الاندلسي، وارتبطت الكلمة، حسب قولها، بالفنون وخاصة فن الفلامنكو وعرفت على أنها لحظة الأداء الصادق والتخمر والاندماج التي تعتري الفنان وهو يرفع صوته بالغناء. «هي لحظة روحية فنية لا حدود فيها للغة ولا للزمان والمكان..»، أردفت محدثتنا، مشددة على أن فضاءها الجديد سيكون قبلة للفنانين والمبدعين وسيحتضن ميلاد عديد المشاريع الجديدة في مختلف الفنون، سواء في الموسيقى والشعر والأدب عموما أو في المسرح والسينما والفن التشكيلي. وإلى أن تستكمل إعداد برنامج فضائها الثقافي الجديد، الذي يخص الأشهر الأولى في ما تبقى من هذا الموسم الثقافي، كشفت محدثتنا، أن «الدوندي»، سيحتضن دورات تكوينية في الآلات الموسيقية، وفي تقنيات الصوت، إلى جانب عروض موسيقية وأمسيات شعرية وعروض الحكواتي بحديقة الفضاء، الذي يتضمن أيضا مقهى ثقافيا ومكتبة و09 قاعات دروس، من بينها قاعة تتسع ل75 شخصا ستكون مؤهلة لاحتضان عروض مصغرة. وبالنسبة لفضائها الجديد «الدوندي»، قالت منى شطورو، إنها أسسته من مالها الخاص، دون تدخل من أي جهة أو شخص، مشيرة إلى أنها ستقدم ملفا لدعم هذا الفضاء الخاص وبرمجته الثقافية، كما هو معمول به، لأن مشروعها هذا سيكون له صدى إيجابي بالجهة على مستقبل البلاد من حيث تأطيره للشباب ومن حيث أنه متنفس للأولياء يصطحبون إليه أبناءهم خارج أوقات العمل وفي العطل... وتجدر الإشارة إلى أن منى شطورو استاذة موسيقى، وملحنة وعازفة عود، وهي خريجة المعهد العالي للموسيقى بتونس، وباحثة في الموسيقى والعلوم الموسيقية وهي بصدد العمل على رسالة الماجستير في العلوم الثقافية، شاركت في عديد دورات تكوين المكونين في العلاج بالموسيقى في المدرسة الأوروبية للعلاج النفسي بستراسبورغ بفرنسا، كما شاركت في عديد الدورات التكوينية في تقنيات الأداء الصوتي آخرها كان سنة 2017 بمعهد الفنان المعاصر بباريس. واعتبرت منى شطورو أن هاجس تأسيس فضاء ثقافي تلتقي فيه الفنون ويكون وجهة لعديد الفنانين والمبدعين وليحتضن إبداعاتهم ومشاريعهم الفنية، بدأ يخامرها منذ تأسيسها لمعهدها الخاص للموسيقى سنة 2009، أي قبل 07 سنوات من خوض تجربة إدارة وإنتاج الأعمال الفنية على غرار عرض «أسرار» للفنانة روضة عبد الله، هذا فضلا عن تجربتها الأولى من نوعها عربيا، والمتمثلة في التلحين النسائي الثنائي والتي أثمرت مجموعة من الأغاني منها «قطايتي»، و»دانا دانا»، و»ساعات»، وعلاش.. والتي يعمل فضاء «الدوندي» على إنتاجها في ألبوم غنائي يكون أول إصدارات الفضاء.