اثار قرار الوجه التلفزيوني الهادئ فاتن الوسلاتي الانسحاب من تنشيط وتقديم برنامج «من تونس» على الوطنية الأولى، عديد التساؤلات حول الوضع العام الذي تعيش على وقعه مؤسسة التلفزة التونسية ... وهو وضع غير مستقر تغطيه غمامة لا ندري متى تنقشع. أعلنت فاتن الوسلاتي صراحة الانسحاب من البرنامج الذي اعطته كل جهدها ومهجتها الإبداعية سلاحها في ذلك ثقافة هامة ومعتبرة وحضور مبهر ودقة وحرفية عالية ... أعلنت فاتن الوسلاتي الانسحاب من برنامج «من تونس» في قمة توهجه وتميزه مفسرة ان هذا الانسحاب يعود سببه الرئيسي الى ما اعتبرته «مظلمة صارخة» في حق زميلها في العمل دون ان تكشف المزيد من التفاصيل حول فحوى ومضمون هذه المظلمة، ومن وراءها وهل ترى في انسحابها حلا منتظرا لهذه المظلمة هي أسئلة عديدة طرحناها على فاتن الوسلاتي في اتصال هاتفي معها وقد وعدتنا بالإجابة عنها في الوقت المناسب وفي انتظار هذا «الوقت المناسب» فان مؤسسة التلفزة التونسية، , وفي الوقت الذي بارك فيه الجميع تراجعها عن قرار «رمضان 2019 دون انتاج درامي» معلنة عن مجموعة من الانتاجات الدرامية التي انطلقت في عملية تنفيذها وانجازها , مازالت تعيش الغموض الذي وصل الى حد الفوضى في الكثير من الأحيان على اكثر من صعيد. ان في انسحاب فاتن الوسلاتي المفاجئ دليل على ان التلفزة التونسية ما زالت تعيش التوتر بين مختلف مصالحها، في غياب القادر على الاخذ بزمام الأمور بكل جدية ودون حسابات مسبقة وضيقة تدفع الى الارتجال وتعدد ما اعتبرته فاتن الوسلاتي في تفسير سبب انسحابها ب «المظلمة» وجاء تأكيد فاتن الوسلاتي في عديد التدوينات لها على المساندة المطلقة التي تلقتها من عديد الأطراف داخل وخارج المؤسسة ان هذه الأخيرة مازالت تتخبط في مشاكل هي حتما ارث ثقيل لسنوات طويلة مضت تراكمت فيها هذه الإشكاليات الى حد الانفجار اليوم والخوف كل الخوف ان يسري قرار انسحاب فاتن الوسلاتي على منشطين ومقدمي برامج أخرى.