٭ تونس «الشروق»: نجوى الحيدري تلفزتنا مديونة في 26 مليارا.. تعرضنا للتهديد.. كاكتوس أصبحت مصدر خوف لنا.. مداخيلها كانت خيالية.. نحن لسنا قفّافة ولا طبّالة وإنما خوافة.. عشنا الأمرّين طوال سنوات. يجب أن يفتح تحقيق فوري لمحاسبة من كان يمضي على الشيكات التي تسلم لكاكتوس مقابل برامجها وهي أرقام خيالية. صرخة كانت مكمّمة وصلتنا من صحفيين وتقنيين يشتغلون في التلفزة الوطنية. أصوات كانت في وقت قريب تعيش تحت وطأة الظلم والقهر كشفت اليوم عن مظالم كانت تحدث داخل أسوار التلفزة. أرقام خيالية كانت تنهبها كاكتوس من التلفزة التونسية وبعض المليمات كانت تصرف لتقينيي وإعلاميي التلفزة التونسية. كلّ هذه التجاوزات نكشفها اليوم بعد أن علا صوت الشعب وانتصر على الغطرسة والاستبداد وانقشع ضباب الظلم في لحظة حضر فيها سلطان الحرية وغاب الخوف حين انتفض الشعب وقال لا للطرابلسية لا ل بن علي لا لكل من كان متواطئا معهم. نعم كنّا نخاف..! ويقول في هذا الصدد الإعلامي حاتم بن عمارة الذي سنعود إليه في حوار مطوّل يكشف عن خفايا كانت إلى وقت قريب ممنوعة. حيث أكد أنه تعرض للتهديد في أكثر من مناسبة وأضاف ان كاكتوس كانت مبجلة ومصدرا لخوف الجميع حتى أنه كان يهرب عندما يستمع إلى حديث يخص «كاكتوس» على حدّ تعبيره. وقال أيضا ان هذه الشركة كانت تتصرف مثلما تشاء وكلّ ممتلكات التلفزة كانت موضوعة على ذمتها. وأكد حاتم بن عمارة الذي كان ممنوعا سابقا من الادلاء بأي حوار أن الأرقام التي كانت تجنيها «كاكتوس» من وراء التلفزة هي أرقام خيالية لا يمكن حصرها. تعامل فوقي وفي نفس السياق صرّح لنا الإعلامي وليد عبد اللّه الذي يشتغل بقسم الأخبار في التلفزة التونسية ان 40٪ من مداخيل «كاكتوس» كانت تعود إلى بلحسن الطرابلسي المؤسّس لهذه الشركة وأفادنا أن جلّ المداخيل كانت من الاشهار الذي يتم افتكاكه من التلفزة التونسية. وأضاف ان تعامل العاملين في «كاكتوس» مع التلفزة التونسية كان تعاملا فوقيا يعدّون الحصص ويرمون بالقرص إلى التلفزة ويقبضون الشيكات. ويضيف نفس المصدر كنّا نتجنّب التعامل معهم. وكنّا نعلم جيدا تجاوزاتهم لكن الجميع كان صامتا. ويقول مصدرنا ان مديري التلفزة والاذاعة كانوا أيضا متواطئين معهم ويستغرب من بعض النّاس الذين كانوا من أنصارهم واليوم أصبحوا ضدّهم. ديون بالمليارات وأضاف مصدرنا الذي أكد أن ديون التلفزة بلغت المليارات والتي تسبّبت فيها «كاكتوس» وقال إنه لولا هذه الشركة لما غرقت التلفزة في الديون ومداخيلها من الاشهار وفواتير الكهرباء تغطّي حاجياتها مهما يبلغ حجم إنتاجها. وأكد ان «كاكتوس» أفلست التلفزة من خلال بيعها لبرامجها بأسوام خيالية لذلك يقول مصدرنا لا بدّ من فتح تحقيق حول هذا الموضوع. كما ذكر نفس المصدر ل«الشروق» انه التقى سامي الفهري مرّة في أروقة الاذاعة وقد كان هذا الأخير يتفوّه بكلام بذيء وهو يخاطب أحد التقنيين ولم يعر اهتماما إلى الصحفي الذي كان مارّا من نفس المكان بصحبة زميلته. دولة داخل التلفزة ! وأكد لنا الزميل فاطين حفصية من قسم الأخبار في التلفزة التونسية أن ديون التلفزة بلغت 26 مليارا والمتسبّب في ذلك شركة الانتاج «كاكتوس» التي وصفها بأنها دولة داخل التلفزة. وأضاف أنها كانت تشتغل بتجهيزات التلفزة متجاوزة للقانون مؤكدا أن هذه الشركة جهّزت «ستوديوهاتها» في «أوتيك» من مال التلفزة. مضيفا ان «كاكتوس» احتكرت البث في التلفزة التونسية حتى أنها أصبحت تتحكّم في زمن بثّ نشرة الأخبار لتستغلّ الوقت لبرامجها. وقال أيضا انها كانت تتعامل مع المشرفين على التلفزة بمجرّد هاتف وكانت أوامرها مطاعة. وذكر فاطين حفصية ان التلفزة التونسية عجزت في فترة ما عن دفع أجور موظفيها في الوقت الذي كانت فيه «كاكتوس» تنعم بأموال التلفزة. أرقام خيالية كما علمت «الشروق» من بعض المصادر المطلعة داخل التلفزة التونسية أن 70 تقنيا من مؤسسة التلفزة التونسية كانوا يسهرون على سير برامج «كاكتوس». كما أضاف نفس المصدر ان برنامج «آخر قرار» التابع لهذه الشركة كان يوفّر 120 مليونا عن الحلقة الواحدة كما أن برنامج «دليلك ملك» كان يوفّر 500 مليون يوميا من عائدات الاشهار. ويوفر مسلسل «مكتوب» 160 مليونا يوميا عبر الاشهار أي بلغت مداخيل المسلسل في 30 يوما 14 مليارا. وبلغت مداخيل الاشهار من برنامج «الحق معاك» 90 مليونا للحلقة الواحدة.. حسب مصدرنا. ولعلّ الثراء الفاحش لسامي الفهري والثراء المفاجئ لبعض من يتعامل مع شركة «كاكتوس» خير دليل على مصداقية مصدرنا. وتعود هذه الشركة إلى بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع.