شنّت أمس القوات الكردية شرق سوريا حربا ضروسا ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في معقلهم الأخير في مدينة الباغوز حيث قتلت منهم العشرات فيما استسلم المئات من المتشددين. دمشق (وكالات) ويأتي ذلك في وقت قصف فيه التحالف الأمريكي المدنيين بقنابل الفسفور الأبيض المحرم دوليا. وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس الثلاثاء، مقتل 38 مسلحا من تنظيم «داعش» في هجوم تدعمه الولاياتالمتحدة ضد آخر جيب للتنظيم بشرق سوريا بعد قصف شديد للمنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم قوات سورية الديمقراطية كينور غبرائيل لوكالة الأنباء الألمانية أمس الثلاثاء :"تستمر العمليات العسكرية لقوات سورية الديمقراطية في مخيم الباغوز وحصلت اشتباكات في منطقتين بشكل واسع ومكثف على محاور الجبهة، هناك مقاومة كبيرة من قبل مسلحي داعش من خلال استخدامهم السيارات المفخخة والصواريخ الحرارية". وأضاف: "تمكنت قواتنا من صد هجماتهم من خلال القصف الجوي الذي قامت به طائرات التحالف على نقاط ومراكز تجمع ارهابي داعش، اليوم الاشتباكات مستمرة ونتوقع أن تستمر خلال اليومين القادمين". واستسلم مئات العناصر من «داعش» وأفراد عائلاتهم بالشرق السوري، امس الثلاثاء، ل«قوات سوريا الديمقراطية»، وسط استمرار عمليتها لتحرير آخر جيب للتنظيم في قرية الباغوز قرب دير الزور. وقال مدير المركز الإعلامي ل«قوات سوريا الديمقراطية»، مصطفى بالي، في حديث لوكالة «رويترز»، إن مجموعة كبيرة من المسلحين وأفراد عائلاتهم خرجوا من الباغوز وسلموا أنفسهم، مضيفا: «الاشتباكات ستستأنف فور تأكيد قواتنا أن كل من يريد الاستسلام قام بذلك». وشدد بالي على أن الهزيمة النهائية لعناصر «داعش» في جيبه الأخير قريبة جدا. وفي سياق متصل اتهمت مصادر في المعارضة السورية أمس الثلاثاء التحالف الدولي ب "استهدف المدنيين الليلة قبل الماضية في مخيم الباغوز بالفسفور الابيض". وأكّدت المصادر في تصريحات صحفية "استخدام سلاح الفسفور المحرم دولياً من قبل قوات التحالف، مشيرة إلى أن هذا الاستخدام ليس جديداً وتم استخدامه على نطاق واسع في مدينة الرقة وهجين وغيرها من المناطق التي شهدت مواجهات بين قسد وداعش. وكانت مصادر أهلية وشهود عيان قد أفادت قبل يومين أن طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده أمريكا، قتل أكثر من 50 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء بغارة على مخيم الباغوز بريف دير الزور الشرقي في سوريا. وقال شهود عيان، أن طيران التحالف الذي تقوده أمريكا بدون قرار من مجلس الأمن الدولي، انقض في الساعات الباكرة من صباح يوم الاثنين الماضي على المخيم وقصفه بقنابل مدمرة من أحجام هائلة، مما تسبب بوقوع مجزرة جديدة بحق المواطنين السوريين الذين أزهقت أرواح أكثر من 50 شخصا منهم، غالبيتهم من النساء والأطفال. وكان طيران «التحالف الدولي» قد قصف الخميس الماضي بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا تجمعات للمدنيين في محيط قرية الباغوز، قرب الحدود السورية العراقية، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين، بينهم أيضا النساء والأطفال. ومن جهته دعا تنظيم داعش في شريط مصور مساء امس الاول أنصاره العالقين داخل بلدة الباغوز في شرق سوريا إلى "الثبات" - وفق تعبيره-، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له.