يعاني عشرات الصحفيين والتقنيين والإداريين في الإذاعات الجهوية الخمس من ظروف عمل قاسية وغياب الأمكانيات التقنية والحرمان من المنح المالية التي ينتظرونها منذ أكثر من سنة! إن الإذاعات الجهوية كانت خيارا أستراتيجيا للدولة الوطنية إذ بادرت الحكومة بعد خمس سنوات فقط بعد الأستقلال بتأسيس إذاعة صفاقس ثم ولدت إذاعة المنستير ثم إذاعات الكاف وقفصة وتطاوين وقد كان لهذه الإذاعات دور أساسي في ترسيخ ثقافة الدولة وقيم الجمهورية وأحتضان المبدعين في الجهات وتشجيعهم وكم من شاعر وكاتب وروائي وناقد ومحلل سياسي برز من وراء مصدح الإذاعات الجهوية. اليوم تعاني الإذاعات الجهوية من أنعدام الأمكانيات المالية وديونها تتراكم يوما بعد آخر لدى أتصالات تونس ولدى الشركة التونسية للكهرباء والغاز ولدى ديوان الإرسال الإذاعي والتلفزي والحكومة أخر أهتماماتها العناية بالإذاعات الجهوية كرافد للتنمية وجسر بين الحكومة والمواطنين الذين يعتبرون الإذاعة صوتهم الذي تحرر بعد 14 جانفي! هناك إذاعات جهوية ليست لها سيارات تؤمن تنقل الصحفيين لتغطية الأحداث وإن وجدت ففي حالة يرثى لها وما لم تبادر الإدارة العامة للإذاعة الوطنية- الى حد الأن دون مدير عام - بفتح ملف الإذاعات الجهوية وتوفير الأمكانيات التقنية واللوجستية اللاٌزمة وتسوية الوضعيات الأجتماعية والحقوق المالية فسيتسبب هذا في أحتقان أجتماعي كبير لا تتحمله البلاد.