جريمة صفاقس هي جريمة فظيعة بكل المقاييس لوكان الجاني شخصا عاديا فمابالك بالمعلم هذا الذي كاد ان يكون رسولا،وهو المؤتمن على تعليم القيم والمبادئ والاخلاق ، فأي علاج يمكن استعماله لفسخ هذه الاحداث المأساوية من ذاكرة الاطفال وتجنيبهم التداعيات الوخيمة على شخصياتهم حاضرا ومستقبلا. وعلى قدر هول الفاجعة وفداحة الجريمة لايجب ان نعممها على كافة الاطار التربوي ونقوم بشيطنة المربين واستغلال الحادثة لتصفية حسابات خاصة فالمعلم يبقى هو القاطرة التي تحمل الاجيال الصاعدة نحو مستقبل افضل وهو الاب الثاني الذي يعلم القيم والاخلاق وهو يقدم المعلومة ويصحح الاخطاء ، ولكن هذه الجرائم يجب ان تكون درسا للوزارة حتى تهتم بالمؤسسة التربوية اكثر وتحرص على تنظيم الدروس الخصوصية وتقنينها ومعاقبة من يمنحون دروسا خصوصية للسنة الاولى والثانية ابتدائي فهل يعقل ان يحتاج التلميذ في هذه السنوات لدروس دعم. ويجب تعويض الدروس الخصوصية خارج المؤسسة التربوية بدروس دعم داخل المؤسسة التربوية وللولي مسؤولية لا تقل عن مسؤولية بقية الاطراف بل واكثر لأنه مطالب بالاهتمام بأبنائه وايجاد الوقت الكافي للتواصل معهم والحديث اليهم حول جميع المسائل التي تتعلق بدراستهم وحياتهم ومنحهم مساحة من الثقة والامان التي تجعلهم يتحدثون عن اي كارثة وفي تقديرنا كلما تم اكتشافها مبكرا كلما كان العلاج افضل والخسائر اقل.